خلاصة الفوائد،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

[من شبهات المخالفين]

صفحة 72 - الجزء 1

  سبحانه، لأنه لو أراد ذلك لكان في هذا أعظم حجة للكفار عليه تعالى، ولا شك أنه أورد الآية مورد الاحتجاج عليهم، فكيف يعني بذلك ما تصير به حجته حجة عليه هو، وهذا ما⁣(⁣١) لا يخفى. فساده.

  [٤] ومنها قوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ١ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ٢}⁣(⁣٢). قالوا: فأخبر تعالى أن الشر مخلوق، وأمر بالإستعاذة منه.

  والجواب: أن هذه الآية حجة على المخالف لا له. لأن الله تعالى ما أضاف الشر إلى نفسه، وإنما أضافه إلى مخلوقاته، وتقدير الكلام: من شر الذي خلق، ونحن بذلك نقول، لأن هذه الشرور التي أمرنا نتعوذ منها هي صادرة عن المخلوقات، لا عنه تعالى، وإنما كان يكون له به علقة⁣(⁣٣) لو كان تعالى قال من الشر الذي خلق. فأما إذا أضاف الشر إلى


(١) في ب من ما لا يخفى.

(٢) سورة الفلق الآيتين ٢، ١.

(٣) العُلقة هي التعلق. (المنجد ص ٥٢٦).