[من شبهات المخالفين]
  شيء وذلك الشيء الذي صدر علة(١) الشر مخلوق منه تعالي فلا يدل على أن الشر مخلوق منه تعالى، ولا شك أن شياطين الإنس والجن هم من خلقه تعالى، والشر هو فعلهم ... وهذا على نحو قوله فيما بعد: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ٤ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ٥}(٢)، وقوله تعالى في السورة الثانية: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ١ مَلِكِ النَّاسِ ٢ إِلَهِ النَّاسِ ٣ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ٤}(٣). إلى آخرها. فالآية بنفسها حجة لنا على المخالف.
  [٥] ومنها: قوله تعالى: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}(٤). قالوا: وهذا تصريح بأن جميع هذه الأفعال من الله سبحانه.
(١) في ب عنه.
(٢) سورة الفلق الآيتين ٣: ٥.
(٣) سورة الناس الآيات من ١: ٤.
(٤) سورة النساء الآية ٧٨.