خلاصة الفوائد،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

[من شبهات المخالفين]

صفحة 74 - الجزء 1

  والجواب: أن هذه الآية لا حجة لهم فيها لأن المراد بالحسنات نعم الدنيا، وبالسيئات محنها وشدائدها، وهي التي كان الكفار يضيفونها إلى رسول الله ÷ على وجه التطيّر به على ما ورد به الخبر⁣(⁣١)؛ أنهم كانوا إذا نزل بهم خصب وصحة ونعمة قالوا هذه من الله، وإذا نزل بهم جدب ومرض وموت ومحنة قالوا: هذا شؤم محمد، فرد الله تعالى عليهم قولهم هذا بقوله: {قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}.

  فأما المعاصي من الكفر والنفاق وما جرى مجرى ذلك فلم يكن القوم ينسبون ذلك إلى رسول الله ÷ فيكون رد الله تعالى عليهم نازلاً فيه، وهذا أمر معلوم لا لبسة فيه ... وكيف يجوّز أن يقول الله تعالي بالمعاصي أنها من عنده، وقد صرح في القرآن الكريم بنفيها عن أن تكون من عنده وكذَّب اليهود لما قالوا ذلك بقوله:


(١) الخبر ساقطة في ب.

(٢) في ب من عند الله.