خلاصة الفوائد،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

الباب الثالث في الإرادة

صفحة 97 - الجزء 1

  أن يقول قائل: أريد دخولك داري ولا أرضاه، ولا أن⁣(⁣١) يقول: أرضى دخولك داري ولا أريده. وهذا يدل على أن معنى اللفظين واحد على ما تقدم بيانه، فدل ذلك على أن الله سبحانه لا يريد شيئاً من الكفر.

  [٤] - وكذلك قوله تعالى: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ ١٤٨}⁣(⁣٢).

  وهذه الآية تدل على فساد مذهب المجبرة⁣(⁣٣) من خمسة أوجه:

  أحدها: أن الله تعالى حكى صريح مذهبهم (عن


(١) في ب ولا يجوز أن يقول.

(٢) سورة الأنعام آية ١٤٨.

(٣) في ب الجبرية.