الباب الثالث في الإرادة
  جميعهم، وقد علمنا أنه لم يقع من أكثرهم ... ويجب حمل الآيات المقتضية أنه تعالى لم يشأ ذلك أو لم يرده(١)، على أن المراد بها مشيئة الإضطرار، إذ لو حمل ذلك على مشيئة الاختيار لتناقض الكلام. ومتى حملت(٢) الآيات على هذا الوجه سلمت من التناقض.
  فإذا تقرر هذا الأصل خرج الجواب عما تعلقت به المجبرة من قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا}(٣) وقوله تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا}(٤). وقوله: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ}(٥). وأمثال ذلك، لأن المراد بهذه الآيات كلها هو أنه لو شاء جبرهم
(١) في ب ولم يرده.
(٢) الكلمة من ب وفي الأصل حمل.
(٣) سورة يونس آية ٩٩ وتكملتها في ب {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ٩٩}.
(٤) سورة السجدة آية ١٣.
(٥) سورة الأنعام آية ١٣٧، وفي ب {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ} وهي في سورة الأنعام آية ١١٤.