خلاصة الفوائد،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

الباب الثالث في الإرادة

صفحة 102 - الجزء 1

  جميعهم، وقد علمنا أنه لم يقع من أكثرهم ... ويجب حمل الآيات المقتضية أنه تعالى لم يشأ ذلك أو لم يرده⁣(⁣١)، على أن المراد بها مشيئة الإضطرار، إذ لو حمل ذلك على مشيئة الاختيار لتناقض الكلام. ومتى حملت⁣(⁣٢) الآيات على هذا الوجه سلمت من التناقض.

  فإذا تقرر هذا الأصل خرج الجواب عما تعلقت به المجبرة من قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا}⁣(⁣٣) وقوله تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا}⁣(⁣٤). وقوله: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ}⁣(⁣٥). وأمثال ذلك، لأن المراد بهذه الآيات كلها هو أنه لو شاء جبرهم


(١) في ب ولم يرده.

(٢) الكلمة من ب وفي الأصل حمل.

(٣) سورة يونس آية ٩٩ وتكملتها في ب {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ٩٩}.

(٤) سورة السجدة آية ١٣.

(٥) سورة الأنعام آية ١٣٧، وفي ب {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ} وهي في سورة الأنعام آية ١١٤.