خلاصة الفوائد،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

الباب الثالث في الإرادة

صفحة 106 - الجزء 1

  المدة لأنظر كيف تصنع ... فإنه إذا تواني في أمر سيده وقصّر ولم يمتثل ما رسمه عليه لم يدل ذلك على عجز السيد عن أخذه وانتقامه، ولا يدل أيضاً⁣(⁣١) على إرادة السيد لتقصيره، بل يدل على حلمه⁣(⁣٢) وإمهاله فكذلك ما نحن فيه ... وعلى هذا نبه الله تعالى بقوله: {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا ٥٨}⁣(⁣٣). وبقوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ٤٢}⁣(⁣٤) ... وهذا بيَّن لمن تأمله.

  [٢] - ومما تعلق به المخالف قوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}⁣(⁣٥).


(١) في ب أيضاً ساقطة.

(٢) في ب تخليته.

(٣) سورة الكهف آية ٥٨.

(٤) سورة إبراهيم آية ٤٢.

(٥) سورة الإنسان آية ٣٠، وسورة التكوير آية ٢٩.