الباب الثالث في الإرادة
  المدة لأنظر كيف تصنع ... فإنه إذا تواني في أمر سيده وقصّر ولم يمتثل ما رسمه عليه لم يدل ذلك على عجز السيد عن أخذه وانتقامه، ولا يدل أيضاً(١) على إرادة السيد لتقصيره، بل يدل على حلمه(٢) وإمهاله فكذلك ما نحن فيه ... وعلى هذا نبه الله تعالى بقوله: {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا ٥٨}(٣). وبقوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ٤٢}(٤) ... وهذا بيَّن لمن تأمله.
  [٢] - ومما تعلق به المخالف قوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}(٥).
(١) في ب أيضاً ساقطة.
(٢) في ب تخليته.
(٣) سورة الكهف آية ٥٨.
(٤) سورة إبراهيم آية ٤٢.
(٥) سورة الإنسان آية ٣٠، وسورة التكوير آية ٢٩.