الباب الثالث في الإرادة
صفحة 108
- الجزء 1
  الْعَالَمِينَ ٢٩}(١). معناه ما تشاءون الإستقامة التي هي طاعة بلا شك إلا أن يشاء الله لكم ذلك.
  ونحو هذا الكلام في معنى الآيتين مروي عن ابن عباس |، ولا شك في أن مشيئته تعالى للطاعات متعلقة على مشيئة المطيعين لها، بل أمره بذلك وترغيبه فيه سابق على مشيئتهم لها، ولسنا نختلف في أن أحداً لا يشاء الطاعات إلا بعد مشيئة الله سبحانه، وإنما الخلاف في المعاصي، وليس في القرآن الكريم أن أحدا لا يشاء شيئاّ من المعاصي إلا أن يشاء الله له ... فيسقط(٢) ما تعلقوا به ... وقد بيَّنا فيما تقدم أنه تعالى لا يريد شيئاً من المعاصي، ولا يشاؤها، مما فيه(٣)، مقنع لمن أنصف.
  [٣] - ومما تعلقوا به الآيات التي يذكر فيها المشيئة
(١) سورة التكوير الآيات من ٢٧: ٢٩.
(٢) في ب فسقط.
(٣) في ب بما فيه.