خلاصة الفوائد،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

الباب الثالث في الإرادة

صفحة 110 - الجزء 1

  فيه⁣(⁣١)، وذلك لا ينفي⁣(⁣٢) أن يكون تعالي مريداً للطاعات منهم على وجه اختيارهم لها على ما تقدم تفصيله.

  [٤] - ومن ذلك قوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ}⁣(⁣٣). قالوا: فالله سبحانه أخبر أنه يريد فتنة قوم، ولا يريد طهارة قلوبهم، وخبره صدق. وهذا يدل على خلاف ما ذهبتم إليه.

  ولنا عن ذلك جوابان: أحدهما: أنه لا يصح من أحد ممن يضيف إلى الله سبحانه القبائح من أفعال العباد أن يستدل بشيء من كلامه تعالى على صحة شيء ولا على فساده، لأنه إذا كان يعتقد أن كل كذب وجد في الدنيا من أولها إلى آخرها فهو خلق الله سبحانه، لا خالق له غيره، ولا


(١) في ب وذلك مما لا شبهة فيه.

(٢) في ب وذلك ينفي، والصحيح لا ينفي.

(٣) سورة المائدة آية ٤١.