خلاصة الفوائد،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

الباب الثالث في الإرادة

صفحة 111 - الجزء 1

  موجد له سواه، فمن أين نثق بشيء من أخباره؟! وما الأمان من أن يكون هذا الذي استدلوا به كذباً من جملة ما يجري منه. ألا ترى أن من عرف منه التساهل في الكذب من الناس لم يوثق بكلامه، وإن كان يصدق كثيراً، حتى إن الناس يشكون في صدقه ولهذا قيل:

  كذبت ومن يكذب فإن جزاءه ... إذا ما أتى بالصدق ألا يُصدقا

  فكيف ممن لم توجد كذبة إلا منه⁣(⁣١)، وهذا ما لا سبيل لهم إلى دفعه إلا بالرجوع عن هذا المذهب، ونفي كل كذب وقبيح من الأفعال عن الله تعالى، ونسبته إلى عصاة الخلق.

  والثاني: أنه لو صح منه الإستدلال بذلك فليس فيما ذكره دلالة على ما ادعاه، لأن الفتنة لفظة مشتركة بين معان منها:


(١) في ب يوجد كذب إلا منه.