الباب الثالث في الإرادة
  التكليف، وبهذا المعنى ورد قوله تعالى: {إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ}(١). وقوله: {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا}(٢). وقوله: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ}(٣). وقوله: {وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ}(٤). وما أشبه ذلك معناه الامتحان.
  [جـ] - ومنها الإضلال عن الدين يحكيه قوله تعالى: {يَابَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ}(٥). معناه يضلكم.
  فكانت لفظة الفتنة من الألفاظ المتشابهة، فيجب حمل كل شيء منها على ما يليق به. وقد علمنا أنه لا يجوز من الله سبحانه أن يضل أحداً عن الدين ولا أن يستدعيه إلى الكفر. بل هدى إلى الصلاح وأمر بالعدل والإحسان ... فوجب
(١) سورة الأعراف آية ١٥٥.
(٢) سورة طه آية ٤٠.
(٣) سورة ص آية ٣٤.
(٤) سورة الدخان آية ١٧.
(٥) سورة الأعراف آية ١٢٧، وقد كتبت في الأصل ونخ ب غير صحيحة.