[نظرية الهيولى والصورة وحدوث الأشياء من بعضها]
صفحة 298
- الجزء 1
  أحدها: أن الصورة لو كانت قديمة لكانت في هذا المصوّر الذي ظهرت فيه الصورة، أو في عنصره الذي تسمونه" هيولى"، فإن كان في هذا المصوّر بان فساد قولكم ودعواكم، إذ قد نجده بخلاف هذه الصورة، وإن كانت في الذي تسمونه" هيولى"، فلا بد إذا ظهرت في هذا المصوّر أن تكون قد انتقلت عنه إلى هذا فإن قلت: انتقلت. أحلت، لأن الأعراض لا يجوز عليها الانتقال، على أن في الصورة ما يرى بالعيان، فإن كانت منتقلة فما بالها خفيت عند الانتقال، وظهرت عند اللبث؟!
  وفيه خلة أخرى وهي: أنها لو كانت في الأصل، ثم انتقلت عنه إلى فرعها، فقد جعلت لانتقالها غاية ونهاية، وإذا جعلت لها غاية ونهاية فقد صح حدث الذي انتقلت عنه هذه الأحوال.
  فإن قلت: لم تزل تنتقل. كان الكلام عليك في هذا المعنى، كالكلام الذي قدمناه آنفا في" باب لم تزل تحدث".