[نظرية الكمون والظهور]
  وفيه معنى آخر وهو: أنك إذا جعلت الأشياء في وهمك شيئين، إذا أفردت كل واحد من صاحبه نقص، وانتهى إلى حد ما وقلّ، وإذا جمعت كل واحد إلى صاحبه زاد، وانتهى إلى حد ما وكثر، أفليس إذا انتهى في حال، وزاد فكثر أو نقص فقلّ، فالنقص والزيادة يخبران بالنهاية عنه؟! وإذا ثبت فيه النهاية، ثبت فيه الحدوث!
[نظرية الكمون والظهور]
  قال الملحد: ما أنكرت أن تكون صورة التمرة والشجرة كامنة في النواة، فلما وجدت ما شاكلها ظهرت؟!
  قال القاسم #: إن هذا يوجب التجاهل، وذلك أنا لو تتبعنا أجزاء النواة لم نجد فيها ما زعمت.
  وشيء آخر وهو: أنه لو جاز هذا لجاز أن يكون الإنسان كامنة فيه صورة الخنزير، والحمار، والكلب، وإذا كان ذلك كذلك، كان الإنسان إنسانا في الظاهر، كلبا، حمارا، خنزيرا، فيلا، في الباطن! فإن قلت ذلك، لحقت بأصحاب سوفسطاء.