إعراب أذكار الصلاة المكتوبة وكشف أسرارها المحجوبة،

علي بن محمد البكري (المتوفى: 882 هـ)

[الكلام على الصلاة الإبراهيمية وإعرابها]

صفحة 111 - الجزء 1

  قال عبد المطلب: [الرمل]

  نحْنُ آلُ اللهِ فِي كَعْبَتِهِ ... لَمْ يَزَلْ ذَاكَ عَلَى عَهْدِ ابْرَهُمْ

  وذلك أن إبْرَهَم اسْمٌ أَعْجَمِيٌّ فَإِذَا عَرَّبَتْهُ العَرَبُ فَإِنَّهَا تُخَالِفُ بَينَ الأَلفاظ، قال ابنُ خَالَوَيْهِ: في القرآنِ تسعَةٌ وَسِتُّونَ مَوضِعًا ذُكِرَ فِيهِ (إِبْرَاهِيم) #، ثَلَاثَةٌ وثَلاثُونَ مَوضِعًا بالياء، وسِتَةٌ وثَلاثُونَ بغير يَاء.

  والفعلان اللذان هما: (صَلّيت وبَارَكْتَ) مُتَنَازِعَانِ لِلجَارِّ وَالمَجرُورِ بعدَهُمَ، والعامِلُ مِنْهُما هو الثاني كَمَا يختارُهُ البَصريون، إذ لَو كَانَ العَامِلُ هُوَ الأَوَّلُ كَما يَخْتَارُهُ الكوفيون لأضمر المجرور في الثاني اختيارًا، فقيل: كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارِكْتَ عَلَيْهِ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، فاعرِفْ ذَلِكَ.

  ثم يقول: «إِنَّكَ حَمِيدٌ»، أي: مَحمُودٌ عَلَى كُلِّ نِعمةٍ حاصِلَةٍ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فأنت في التحقيقِ المُتَفَضّل بِهَا، إذ بَعضُها بِفِعْلِكَ، وَبَعضُهَا بِتَمَكِينِكَ. وأَنتَ أيضًا (مَجِيدٌ)، أي: مُكثِرٌ مِن فِعل العَطَاءِ لِعِبَادِكَ، أو فَعَالٌ لمُوجِبَاتِ الوَصفِ بِالمَجْدِ، وهُوَ العِزَّةُ والسُّلطَانُ. واسمُ (إِنَّ) الضمير المتصل بها. و (حَميدٌ) خَبَرُهَا. و (جيدٌ) خبر آخَرُ.