[الكلام على سورة الإخلاص وإعرابها]
[الكَلاَمُ عَلَى سُورَةِ الإِخْلَاصِ وَإِعْرَابُهَا]
  فإِذَا فَرغَ الْمُصَلّي من قِرَاءَةِ الفَاتِحَةِ انْتَقَلَ إلى تأدِيَةِ تِلاوَةِ الآياتِ المَفْرُوضَةِ مَعَ الفاتحة، وأنا أخصُّ بالذكر ها هنا سورة الإخلاص؛ لِما وَرَدَ فِي فَضلِها من الآثارِ النَّبَوِيَّة، نحو قوله ÷: «مَن قَرَأَ سُورَة [الإخلاص] فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ القُرآن»، وقولِهِ: ÷ «مَن قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مُخلِصًا حَرَمَتْ عَلَيْهِ النَّارُ وَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَن قَرَأَهَا في صَلَاةٍ يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ»، وغير ذلك من الأخبارِ الشَّاهِدَةِ بِفَضْلِهَا، وَلهَذَا رُوِيَ أَنَّ بَعْضَ السَّلَفِ كَانَ يُلازِمُ قِرَاءَتَهَا فِي الصَّلَاةِ، وَأَوّلها على أَحَدِ الرَّأْيينِ المَذْكُورَينِ في التَّسْمِيَةِ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، وقد تقدّمَ ما يَتعلّق بذلك من الكلام.
  {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١}[الإخلاص]، قِيلَ: كُلُّ مَوضِع فِيهِ [قُلْ] فَقَد تَقَدَّمَهُ سُؤَالٌ، كَقَوله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ}[الأنفال: ١]، {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ}[البقرة: ٢١٩]، ونحوه هذه السورة، نَزَلَت جَوَابًا عما قالوا للنبي ÷ حين قالوا: خَبَرنا عن الله، أمن ذهبٍ، أَمْ مِن فِضَّةٍ، أَمْ مِن خَشَبٍ؟ فأنزل الله تعالى {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١}.