إعراب أذكار الصلاة المكتوبة وكشف أسرارها المحجوبة،

علي بن محمد البكري (المتوفى: 882 هـ)

[الكلام على التسليم وإعرابه]

صفحة 112 - الجزء 1

[الكلام على التَّسْلِيمِ وَإِعْرَابُهُ]

  ثم بعد الفراغ من ذلك يُرِيدُ الخروج مِن تِلكَ العِبادَةِ بِالتسليم عَلَى مَن أُمِرَ بالتسليم عَلَيهِ مِنَ المَلائِكَةِ والمُسلِمينَ الدّاخِلِينَ مَعَهُ فِي صَلَاةِ الجَمَاعَةِ إِن كانت، وإلا فَعَلَى المَلَائِكَةِ لا غَيرهُم، فَيَقُولُ مُنحَرفًا عَلَى يَمِينِهِ: «السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحَمَةُ اللهِ»، ثُمَّ كَذَلكَ عَلَى يَسَارِهِ.

  قال في البحر: والسلام إن كَانَ مِن أَسمائِهِ تَعَالَى فالمعنَى رَحْمَةِ السّلام، أو نحوه، وإن كَانَ مِن السلامة فالمعنى سلامة الله عليك، أي: السلامة من غَضَبِهِ. قال: والرَّحمةُ هي الإِثَابَةُ والمَغفِرَةُ. قال: ونُدِبَ قصرُ السَّلام؛ لِقَولِه ÷: «التَّسْلِيمُ وَالتَّكْبِيرُ جَزْمُ» انتهى.

  و (السَّلام) مرفوع بالابتداء. و (عَلَيْكُم) خَبَرُهُ. و (رَحَمَةُ اللهِ) مَعطُوفٌ بالواو، وهو من باب عَطْفِ المُفرَدِ على المفرَدِ إن لم يُقَدِّر للمعطوف خبرٌ آخر غير خَبر المبتدأ الأولِ الَّذِي هُوَ (السَّلام)، أو مِن بَاب عَطفِ الجُمْلَةِ عَلى الجُمْلَةِ إِن قُدرَ لَهُ خَيرٌ آخَرُ. واسمُ اللهِ تَعَالَى مَجرُورٌ لَفَظًّا بِإِضَافَةِ (رَحمةِ اللَّهِ) إِليه.

  والله أعلَمُ بِالصَّوابِ وإليهِ المَرجِعُ والمآب.