[الكلام على التعوذ وإعرابه]
  قال ابن خالويهِ: واللعينُ نَعتُ لِلذَّئب في قَولِ سَلَمَةَ، فإذا قِيلَ: لَعَنَهُ اللهُ فالمعنَى طَرَدَهُ وأَبْعَدَهُ من رَحمَتِهِ، والرَّجمُ أيضًا القَتَلُ، كَقَولِهِ ø: {لَنَرْجُمَنَّكُمْ}[يس: ١٨]، والرَّجمُ الشَّتمُ، والرَّجمُ بِالحِجَارَةِ، ومنه رَجمُ الْمُحْصَنِينَ والمحصنات إذا زَنوا، قالَ رَسُولَ اللهِ ÷: «مَا مِن نَفْس مَنْفُوسَة تُولَدُ إلا والشَّيْطَانُ يَنَالُ مِنها تِلكَ الطَّعَنَةَ، وَبِها يَستَهِلُّ الصَّبِيُّ صَارِخًا، إلا مَا كَانَ مِن مَريَمَ ابنة عمرَانَ، فَإِنَّهَا لما وَضَعَتْهَا [أَمُّهَا] قَالَتْ: رَبِّ {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ٣٦}[آل عمران]، فَضُرِبَ دُونَها حِجَابٌ، فَطَعَن فِيهِ، وإِنَّ المَسِيحَ # لما وُلِدَ حَفَّتْ بِهِ الْمَلَائِكَةُ فَلَم يَنْهَزْهُ إبليس، وصارت الشَّيَاطِينُ إلَيهِ فقالُوا: قَد نَكَسَتِ الأصْنَامُ رُؤُوسَها، فقالَ: قَد حَدَثَ أمرٌ عَظِيمٌ، فَضَرَبَ خَافِقَي الأرضِ، وأَتَى البِحَارَ فَلَم يَجِدْ شَيْئًا، ثُمَّ وَجَدَ المَسِيحَ # قَد وُلِدَ».