[الكلام على التعوذ وإعرابه]
  إبليس؛ لأنَّهُ أَبْلَسَ مِن رَحَمَةِ اللَّهِ، وَكَانَ اسْمُهُ عَزَازِيلَ، وَكُلُّ مُتَمَرِّدٍ مِن النَّاسِ وغيرِهِم يُقالُ لَهُ: شَيْطَانُ، قال الله تعالى: {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ}[البقرة: ١٤]، أي: إلى رؤساء المنافقين واليهود، وأمَّا قولُهُ: {كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ٦٥}[الصافات] فقيل: الحَيَّاتُ، وقِيلَ: الجن.
  ولفظ (الرَّجِيم) مجرورٌ صَفةٌ جاريةٌ على الشَّيْطَانِ مُجرَّدِ الذَّمِّ، وعلامةُ جَرِّهِ كسرةُ الميم، ولم يُنَوَّن لِدخُولِ الألف واللام، وشُدِّدت الرّاء لإدغام اللام فيها بعد قلبها راء. وهو رَجِيمٌ بِمعنى مَرجُومٍ، كَجَريحِ بمعنى مَجرُوح، وصريع بمعنى مَصروع، وكما يُقالُ: كَفْ خَضِيبٌ، ولحِيَةٌ دَهِينٌ، أَي مَخضُوبَةٌ، وَمَدهُونَةٌ، وَالمَرجُومُ فِي اللّغةِ المَلعُونُ، والمَلعُونُ المَطرُودُ، قالَ الشَّماخُ: [الوافر]
  وَمَاءِ قَدْ وَرَدتُ لِوَصْلِ أَرْوَى ... عَلَيْهِ الطَّيْرُ كَالوَرِقِ اللُّجَينِ
  ذَعَرتُ بهِ القَطَا وَنَفَيْتُ عَنْهُ ... مَقامَ الذِيبِ كَالرَّجُلِ اللعِينِ