[الكلام على الفاتحة وإعرابها]
  وعَن ابنِ عَبَّاسِ ®: مَن تَرَكَهَا فَقَد تَرَكَ مِئَةٌ وأَربَعَ عَشْرَةَ آيَةً من كِتاب الله.
  وعند قُرَّاءِ المَدِينَةِ والبَصَرَةِ والشَّام وفُقَهَائِها أنَّها ليست بِآيَةٍ من الفاتِحَةِ، ولا من غَيرها من السُّوَرِ، وإنَّما كُتِبَتْ لِلفَصَّلِ والتَّبَرُّكِ، كَمَا بُدِئَ بِذِكرِهَا فِي كُلِّ أمرٍ ذي بال، وهو مَذهَبُ أبي حنيفة ¥، ومَن تَابَعَهُ، وَلِذَلِكَ لَا يُجْهَرُ بِهَا عِندَهُم في الصَّلاة.
  فإِن قِيلَ: مَا مَوضِعُ الباءِ مِن (بِسْمِ اللَّهِ)؟ فَقُلْ: فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقوال:
  قال الكِسَائِيُّ: لا مَوضِعَ لها؛ لأنَّها زائدة.
  وقال الفَرَّاءُ: موضعُ الباءِ نَصبٌ، على تقدير: أقُولُ بِسْم الله.
  وقال البَصْرِيُّونَ: موضعُ الباءِ رَفع بالابتداء، أو بِخَبر الابتداء، فكأنَ التَّقدير: أَوَّلُ كَلامي بِسْمِ اللَّهِ، أَو بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلُ كَلَامي.