[الكلام على الفاتحة وإعرابها]
  وإِنَّما شُدِّدَت اللامُ في {الضَّالِّينَ ٧}؛ لأنها لامَانِ، أُدغِمَت الأولى في الثَّانِيَةِ، وَمُدَّت الألفُ في {وَلَا الضَّالِّينَ ٧}، لالتقاءِ السَّاكِنَين، وذلك مثل: دَابَّة، وشَابَّة.
  قال فِي الكَشَّافِ: وعَن عُمَرَ وَ عَلِيٍّ ® أَنهَا فَرَا {وَغَيْرِ الضَّالِّينَ}. وقرأ أيوب السختياني {وَلَا الضَّالِّينَ ٧} بالهمز، كما قرأ عَمْرُو بنُ عُبَيد {وَلَا جَانٌّ ٣٩}[الرحمن]، وهذه لُغَةٌ مَن جَدَّ في الهَرَب مِن التِقَاءِ السَّاكِنَين. ومنها: [ما] حكى أبو زيد من قولهم: شَابَّة ودَابَّة.
  والضال المائل عن القصد، واستعير للذهاب عن الصَّوَاب فِي الدِّينِ وهُوَ الْمُرَادُ.
  واعلَمْ أَنَّهُ يَنبَغِي من المُصَلِّي العنايةُ في إخَرَاجِ الصَّادِ مَن مَخَرَجَهَا. قال نجم الدين: وهِيَ تَخرُجُ من أقْصَى إحدَى حافَتَي اللَّسَانِ إلى أَدْنَى الحافة، أي: أدناهَا إلى رأس اللسَانِ، وهُوَ أَوَّلُ مَخرَج اللام هَذَا مَوضِعُ الضَّادِ مِن اللسَانِ، وَمَوضِعُهَا الأسنان نفسُ الأضراس العُليا، فيكونُ مَخَرَجُهَا بِينَ الْأَضْرَاسِ وبَينَ أَقْصَى حافتي اللسان إلى قريب من رأس اللسان، قال: وأكثَرُ ما يَخْرُجُ من الجانب الأيمن على ما يؤذن به كلامُ سَيبَوَيهِ، وَصَرَّحَ بِهِ السِّيرَافِي، ويُقالُ لِلضَّادِ: طَوِيل؛ لأنَّهُ من أَقْصَى الحَافَّةِ إلى أدْنَى الحَافَّةِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَخرَج اللام، فَاسْتَعْرَقَ أَكْثَرَ الْحَافَّةِ.