القول الأزهر شرح وسيلة الإمام المطهر في مدح وخصائص سيد البشر،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

[ذكر الجد الأول: عبدالمطلب]

صفحة 33 - الجزء 1

  فنشأ وترعرع وشب عند أخواله في يثرب.

  وروي أن رجلاً من بني الحارث بن عبد مناف مر به وهو يرمي بالقوس مع الصبيان، فرآه أجملهم وجهاً، وأحسنهم إصابة، لأنه كلما رمى أصاب، ويوقل في رميه: أنا ابن هاشم أنا ابن سيد البطحاء.

  فأعجب به الرجل فدنى منه وسأله: من أنت؟

  فقال: أنا شيبة بن هاشم بن عبد مناف.

  فقال له: بارك الله فيك وكثر فينا مثلك، فسأله عبد المطلب: ومن أنت يا عم؟ فقال: رجل من قومك، فرحب به، وسأله عن حاجته.

  فلما رجع الرجل إلى مكة بدأ بالقدوم على المطلب بن عبد مناف، فأخبره الخبر، فقال المطلب: والله لقد أغفلته، وما كنت بالذي يرجع إلى أهلي ولا مالي حتى أنتهي إليه.

  فركب ناقته، حتى انتهى إلى المدينة، وقصد بني النجار، فلما وصل رأى شيبة مع الصبيان، فعرفه، فأقبل إليه وعرّفه بنفسه، وأنه يريد الذهاب به إلى ديار أهله بمكة، فنازعته أمه سلمى في ذلك ثم رضيت بعد ذلك.

  فركب شيبة مع عمه المطلب حتى انتهى به إلى مكة وهو خلفه، فلما رآءه الناس أقبلوا إليه وسلموا عليه وقالوا: من أين أقبلت؟ فقال: من يثرب.

  فقالوا: ومن هذا الذي معك، فقال المطلب: هذا عبد اشتريته.