[من بركات نشأته وشبابه]
  فِي بَحْرِهِ سُفُنُ الآمَالِ قَدْ سَبَحَتْ
  وَخَيلُهَا فِي أَيَادِي فَضْلِهِ طَمَحَتْ
  آيَاتُهُ فِي سَمَاوَاتِ الهُدَى وَضَحَتْ
  وَفِيهِ قَدْ عَرَفَ الرُّهبانُ مَا شَرَحَتْ ... آياتُ الانْجِيلِ والفُرقَانُ والزُّبُرُ
  إشارة إلى ما كان يظهر عليه من الآيات والدلالات التي يعرفها من كان من الرهبان، الذين قد قرأوا الكتب السماوية، وعرفوا صفات نبي آخر الزمان، كما سيذكر في البيت التالي من قصة جرجيس المعروف ببحيرى الراهب.
  شَبَا الهُدَى والنَّدَى قَبلَ الرِّسَالَةِ قَلّ
  وجُندُه قَبلَ غَلِّ الجَاهِلِيَّةِ غُلّ
  مُحمَّدٌ سَيفُ نَصْرٍ للهِدَايَةِ سُلّ
  كَذَا أَشَارَ بُحَيْرَى حِينَ ظَلَّلَهُ الْ ... ـغَمَام في سفر أن يُتْرَك السفرُ
  التخميس: إشارة إلى ما كان قبل البعثة النبوية من خمود صوت الحق، وانطفاء نور الهدى، واستحكام جنود الضلال، فأيد الله دينه بسيف النصر والعز محمد ÷.
  وفي البيت إشارة إلى قصة بحيرى الراهب: فإن رسول الله ÷ سافر مع عمه أبي طالب في سفر إلى الشام مع جماعة من قريش، حتى إذا كانوا بأرض بصرى بين مكة والشام أشرف بحيرى الراهب من صومعته، وقد كان قرأ الكتب السالفة، وعرف بعث رسول الله ÷ وصفته، فرآهم مقبلين من مكة على رؤوسهم سحابة