القول الأزهر شرح وسيلة الإمام المطهر في مدح وخصائص سيد البشر،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

[من بركات نشأته وشبابه]

صفحة 63 - الجزء 1

  تسير إذا ساروا وتقف إذا وقفوا، فقال: مَا هذه السحابة إلاّ على رأس نبي.

  وأمر مَنْ عنده باتخاذ الطعام، ونزل القوم عند شجرة حذاء باب الدير، والنبي ÷ مع عمه تحت الشجرة وقد مال فيؤها عليه، ووقفت السحابة عليها، وبحيرى ينظر، فقال لهم: معاشر قريش أجيبوني إلى الطعام؟ فأجابوه وأشرف بحيرى فإذا السحابة على الشجرة وفيؤها مائل إلى رسول الله ÷ وقال: هل تخلف عن طعامي أحد منكم؟ قالوا: نعم غلام يتيم يقال له محمد.

  قال: إنه لا بأس على أمتعتكم فهلموه، فدعوا رسول الله عليه ÷ فجاء إلى جنب عمه أبي طالب، وجعل بحيرى يتفسر فيه العلامات التي عرفها، فلما فرغوا خلا بحيرى بأبي طالب، ثم قال: يا شيخ ما هذا الغلام منك؟ قال: ابني.

  قال: لا ينبغي أن يكون له أب ولا أم ولا جد في الأحياء، قال: صدقت هو ابن أخي.

  قال: اتق الله واحْذَر عليه أعداءك اليهود، ثم بكى بحيرى بكاءً شديداً، وقام إلى النبي ÷ ونظر إلى خاتم النبوة بين كتفيه، فقبل مَا بين عينيه.