رسالة الثبات فيما على البنين والبنات،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

تقديم للإمام الحجة/ مجدالدين المؤيدي #

صفحة 22 - الجزء 1

  وسبيل طالب النجاة، المتحرّي لتقديم مراد الله تعالى، وإيثار رضاه - الاعتماد على حجج الله تعالى، وتحكيم كتاب ربه تعالى، وسنة نبيه ÷، واطِّراح الهوى والتقليد، اللذَيْنِ ذمَّهما الله تعالى في الكتاب المجيد، وتوخّي محجّة الإنصاف، وتجنّب سُبُلِ الغي والاعتساف، غير مكترث في جانب الباطل لكثرة، ولا مستوحش عن طريق الحق لقِلَّة؛ {وَمَآ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوۡ حَرَصۡتَ بِمُؤۡمِنِينَ ١٠٣}، {وَإِن تُطِعۡ أَكۡثَرَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَخۡرُصُونَ ١١٦}.

  وقد قَرَعَ سمعَكَ أيها الناظر - وفّقنا الله تعالى وإياك - ما نعى الله تعالى على المتخذين أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله تعالى، وما ذاك إلا اتباعهم لهم، وطاعتهم إيّاهم، كما فسّر ذلك رسول الله ÷ لعدي بن حاتم ¥: «فتلك عبادتهم»، وسمعتَ ما حكى من تبرّي بعضهم عن بعض، ولعن بعضهم لبعض، وتَقَطُّعِ الأسباب عند رؤية العذاب - أعاذنا الله تعالى منه، وأنالنا بفضله وكرمه الزلفى وحسن المآب - والله يقول: {۞يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّٰمِينَ بِٱلۡقِسۡطِ شُهَدَآءَ لِلَّهِ وَلَوۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ أَوِ ٱلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَۚ}، ومن المعلوم أنه متى كان النظر من أهله، فيما يحتاج الناظر فيه إلى النظر على هذه الطريقة، معتصماً في كل مقام بهذه الوثيقة، تتنوّر بصائر صاحبه ببراهين اليقين، وتنكشف عنه رِيَبُ المرتابين، {وَٱلَّذِينَ ٱهۡتَدَوۡاْ