تقديم للإمام الحجة/ مجدالدين المؤيدي #
  بأمثال قوله ø: {وَلَا تَلۡبِسُواْ ٱلۡحَقَّ بِٱلۡبَٰطِلِ وَتَكۡتُمُواْ ٱلۡحَقَّ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٤٢}.
  ولهذا تعيَّن البيان بحسب الإمكان؛ لما أخذ الله تعالى من الميثاق في منزل الفرقان، وسنة سيد ولد عدنان، ولسنا - والحمد لله تعالى - نستنكر من غلبة الباطل وكثرة أهله، ولا نستوحش لانقباض الحق وقِلَّة حزبه، فإن سنة الله ø في عباده، وعادته المستمرّة في بلاده - التخليةُ بين خلقه في هذه الدار، ليتمكن الجميع من الاختيار، وقد أخر الجزاء لدار القرار، واقتضت حكمته الربانية قبضَ الدنيا عن خاصّة أوليائه، وانزواءها عن خلاصة أصفيائه؛ ليكون الاتّباع لخالص الدين، والطاعة لمحض اليقين.
  وعلى كل حالٍ فحزبه المنصورون وإن قُهِروا، وجنده الغالبون وإن غُلِبوا، كما قصَّه ø في الكتاب المبين: {وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِينَ ١٢٨}، وقد قال عمار الذي يدور مع الحق حيثما دار، رضوان الله عليه، لما أُخِرَ عن المقام الذي اختاره الله تعالى له ورسوله ÷ إمامُهُ وإمامُ الأبرار:
  يا نَاعِيَ الإسْلامِ قُمْ فانْعَهُ ... قدْ ماتَ عُرْفٌ وبدا مُنْكَرُ
  ما لِقُرَيْشٍ لا علا كَعْبُها ... مَنْ قَدَّموا اليومَ ومَنْ أخَّرُوا
  وذلك في صدر الإسلام فكيف بمثل هذه الأيام، التي هي من