رسالة الثبات فيما على البنين والبنات،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة #

صفحة 44 - الجزء 1

  الماطر، وأنت الأسد الخادر، وأنت البحر الزاخر، أنت من القمر نوره وضياؤه، ومن الشمس حسنه وبهاؤه، ومن الأَسَد بأسه ومضاؤه. ثم أتى الخبر بعد ذلك بموته في كوكبان.

  قال في الحدائق: ومنها: القصة المشهورة، وهي أن ورد سار لما تقدم إلى ناحية حوث في بعض أيامه، فأخرب دار الإمام #، ثم عاد إلى صنعاء، فما تمَّ الأسبوع حتى أنزل الله تبارك وتعالى سَيْلاً لم يعهد أهل هذه الأعصار مثله، وكان قد بنى في صنعاء قصراً شامخاً، وتأنّق فيه وتعمّق، فهدمه ذلك السيل، واسْتَلَبَ كثيراً من أمواله ونفائسه، ونجا بعد أن أشفى على الهلاك، إلى غير ذلك من الكرامات الجمة، وذكر مثل ذلك في مآثر الأبرار، وفي اللآلي المضيئة.

  ولم يزل خافضاً بحسامه وجوه المعتدين، رافعاً ببيانه فرائض ربّ العالمين، حتى قبضه الله إليه في المحرَّم سنة أربع عشرة وستمائة، عمره اثنتان وخمسون سنة وثمانية أشهر، واثنتان وعشرون ليلة. مشهده بظفار⁣(⁣١).

  صفته #: كان طويل القامة، تامَّ الخلق، دُرِّي اللون، حديد


(١) ظفار: حصن أثري في الجهة الشمالية من مدينة ذيبين على بعد ٧٠ كم شمالي صنعاء، أوّل من أسّسَه الإمام أبو الفتح الديلمي (ع).