[وصية الإمام # للنساء المزوجات]
[وصيةُ الإمام # للنساء المزوجاتِ(١)]
  فأما المزوجةُ فإنا نوصيها بتقوى الله في زوجِهَا فإنَّ حَقَهُ مفروضٌ من أمرِ اللهِ تعالى. وفي الحديثِ عن النبيِّ ÷: «لو
(١) وللزوجة على زوجها حقوق: فمنها:
١ - حسن العشرة: قال تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ}[النساء: ١٩]، وقال تعالى: {فَإِمۡسَاكُۢ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ تَسۡرِيحُۢ بِإِحۡسَٰنٖۗ}[البقرة: ٢٢٧]، وفي الحديث الشريف: «استوصوا بالنساء خيراً»، والمعاشرة بالمعروف أنواع كثيرة فعلى الرجل أن يحسن العشرة مع زوجته، وأن يلين معها ويرفق بها، ويستامح معها، ويتحمل الأذى منها، وأن يغض الطرف عن زلاتها وهفواتها، وأن يعاملها معاملة حسنة لا معاملة سيئة متعجرفة مخلوطة بالسب والشتم واللعن والسخرية والاحتقار، وأن يكون متلطفاً معها في القول والفعل، طلقاً الوجه، وألا يعبس في وجهها بدون سبب ولا ذنب، وأن يكون منصفاً معها فلا يستغل الرجل ضعف المرأة ليسيء إليها ويكدر حياتها، وينغص عيشتها بدون أي مبرر أو ذنب، باذلاً الخير لها، متحبباً إليها، مكرماً أهلها، ومنها تحسين الظن بها، والاعتدال في الغيرة عليها الغيرة التي يحكمها الدين، ويدفع إليها الكرامة، والحمية الإسلامية، والفطرة السليمة.
٢ - ومنها: تعليمها ما تحتاج إليه من أمور دينها لكونه مسئولاً عنها، فعلى الرجل أن يعلّم زوجته ما تحتاج إليه من التعليم في العقيدة، ومعرفة أحكام الطهارة، والحيض والنفاس، والاستحاضة، وكذلك أحكام الصلاة والصيام والزكاة والحج والمعاملات وغير ذلك، وأن يعلمها مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، وفي هذه الرسالة المباركة الكثير الطيب من أمثلتها، وأن يأمرها بالمعروف وينهاها عن المنكر، وهذا الحق وللأسف الشديد قد ضيعه أكثر الأزواج إلا من رحم ربك، وقليل ما هم فعلى الرجل أن يعلم امرأته عن =