أجوبة المسائل،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

[قوله تعالى عن عيسى: {وجعلني نبيا}]:

صفحة 37 - الجزء 1

[قوله تعالى عن عيسى: {وَجَعَلَنِي نَبِيّاً}]:

  ١٦ - مسألة: وقال في قول الله - تعالى - حكاية عن نبيه عيسى #: {وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ٣٠}⁣(⁣١): فيه وجهان:

  أحدهما: أنه حكم لي بالنبوة.

  والثاني: أمري يأول إلى النبوة، وذلك من خطابه لنبيه #: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ٣٠}⁣(⁣٢)، ولم يكن # في تلك الحال ميتاً.

[الحواس]:

  ١٧ - مسألة: قال: وأما الحواس: فهي عبارة في اللغة عن الجوارح الخمسة.

[إدراك الحواس]:

  ١٨ - مسألة: وأما الحقيقة في الإدراك فليست لها؛ لأن الإدراك يستحيل لبعض الآفات وتسلم الجوارح، فلو كانت الجارحة هي الحاسة لوجب أن يُدرك بها المدرك مع فسادها وآفتها، وفي هذا دليل أن السمع والبصر والشم والذوق واللمس خلاف الجوارح.

[أصل الجهة]:

  ١٩ - مسألة: قال: وأصل الجهة في اللغة: هو الموجهة، وهي: كلما صح أن يتوجه إليه المتوجه من الأمكنة، وقالوا: إذا كان الجسم في جهة يعنون به المكان لو كان عرضاً لاستحال أن تحل فيها الأجسام؛ لأن الأعراض حَوَالٌّ لا مَحَالّ،


(١) مريم: ٣٠.

(٢) الزمر: ٣٠.