الحديث الثامن في فضل الحسين بن علي @ ذكر مصرعه وسائر أخباره وما يتصل بذلك
  فصارت ملكا، رحم اللّه من أخذها بحقها، وخرج منها كما دخلها، أمسك يا معاذ وأحص». قال: فلما بلغت خمسة قال يزيد، قال لا بارك في يزيد، ثم ذرفت عيناه ÷، ثم قال: نعي إلي الحسين وأتيت بتربته وأخبرت بقاتله، والذي نفسي بيده لا يقتل بين ظهراني قوم لا يمنعوه إلا خالف اللّه بين صدورهم وقلوبهم، وسلط عليهم شرارهم وألبسهم شيعا، ثم قال: واها لفراخ آل محمد، من خليفة مستخلف مترف يقتل خلفي وخلف الخلف، أمسك يا معاذ.
  فلما بلغت عشرة، قال الوليد: اسم فرعون هادم شرائع الإسلام يبوء بدمه رجل من أهل بيته يسل اللّه سيفه فلا عماد له، واختلف الناس فكانوا هكذا وشبك بين أصابعه، ثم قال بعد العشرين ومائة موت سريع وقتل ذريع ففيه هلاكهم، ويلي عليهم رجل من ولد العباس.
  ٨٠٦ - وبه: قال: أخبرنا أبو إسحاق محمد بن عبد المؤمن بن أحمد قاضي إسكافه قدم علينا ببغداد قراءة عليه، قال: أخبرنا أبي أبو محمد، قال: حدّثنا أبو بكر الحسين بن يحيى بن عياش المتوتي، قال: حدّثنا أحمد بن محمد يحيى بن سعيد القطان، قال: حدّثنا وهب بن جرير، قال: حدّثنا أبي قال: سمعت محمد بن الزبير الحنظلي، قال: حدّثني رزيق مولى معاوية قال: لما مات معاوية بعثني يزيد بن معاوية إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وكان والي المدينة، فكتب إليه بموت معاوية، وكتب أن يدعو هؤلاء الرهط يبايعون، قال: فقدمت عليه ليلا فقلت للحاجب: استأذن لي عليه، فقال: إنه قد دخل، قلت إني قد جئت في أمر لا بد من الدخول عليه، قال: فأذن لي فدخلت عليه، فدفعت إليه الكتاب، فلما قرأه جزع من موت معاوية جزعا شديدا، وجعل يقوم على سريره على فرشه، ثم يرمي نفسه ثم يقوم فيرمي نفسه، ثم دعا مروان فجاء وعليه قميص أبيض وملاءة موردة فنعى معاوية، ثم أخبره في الذي كتب في أمر القوم، ثم قال ما ترى؟ قال: أرى تبعث إليهم الساعة فتعرض عليهم البيعة فإن بايعوك وإلا فاضرب أعناقهم، قال الوليد: سبحان اللّه أقتل الحسين وابن الزبير، قال هو ما أقول لك، قال: فبعث إليهم فجاء الحسين # عليه قميص أبيض متورد مصبوغ بزعفران، فسلم ثم جلس، قال: ثم جاء ابن الزبير بين ثوبين غليظين مشمرا إلى نصف ساقه، فسلم ثم جلس، ثم جاء عبد اللّه بن مطيع، فجاء رجل أحمر العينين ثائر الشعر - أو قال الرأس - فسلم ثم جلس، قال: فحمد اللّه الوليد ونعى إليهم معاوية ودعاهم إلى البيعة ليزيد، فبدر ابن الزبير صاحبيه الكلام مخافة وهنهما، فحمد اللّه وأثنى عليه ثم ذكر معاوية فترحم عليه ودعا له، ثم ذكر الوليد فقال: وليتنا فأحسنت ورفقت بنا ووصلت أرحامنا، وقد علمت الذي كان من أبيك في بيعة يزيد وولايتنا، ومتى ما بايعنا وشاب مصرم علينا خشينا أن لا يذهب ذلك ما في نفسه علينا، فإن رأيت أن تصل أرحامنا وتحسن فيما بيننا وبينك وتخلي سبيلنا، فإذا أصبحت نودي في الناس الصلاة جامعة ثم