[الحديث الثالث عشر] في ذكر ليلة القدر وفضلها وما يتصل بذلك
  محمد الجوهري قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزار قراءة عليه، قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي الأزهر، قال: حدّثني بندار - يعني ابن عبد الحميد، قال: سألت الفراء عن قول اللّه ø: {حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ}[الأنبياء: ٩٦] أين خبر حتى؟ فقال لي: الخبر في اقترب الوعد، وأنشدني: [السريع]
  حتى إذا قلت بطونكم ... ورأيتم أبناءكم شبوا
  وقلبتم ظهر المجنّ لنا ... إن اللئيم العاجز الخب
  قال: المعنى حتى إذا كبر أولادكم قلبتم ظهر المجن، فسألت أبا عبيدة معمر بن المثنى عن ذلك فأخبرني بمثل ما أخبرني به الفراء، فأحسب أن الفراء أخذه عن أبي عبيدة.
  وقال لي: العرب أيضا تسقط الواو من الكلام وتقديرها إثباتها كما تثبتها، وتقديرها طرحها، وإنما خاطب اللّه تعالى العرب على قدر ما كانوا به يتكلمون، فقال: جلّ اسمه حكاية عن إبليس لعنه اللّه. «قال: أسجد لمن خلقت طينا، قال أرأيتك» يريد واللّه أعلم، وقال: لأنها جملة معطوفة على جملة وهي كلام إبليس وأنشدني أبو عبيدة: [السريع]
  غاص ما غاص لثمار لنا ... ثم وافى معه مختلبه
  من غريم السوء خذلو حجرا ... أمن العريان تبغي سلبه
  أراد ولو حجرا.
  ١٤١٦ - وبه: قال: أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسن بن التوزي البزار بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر قراءة عليه، قال: أخبرنا المظفر بن يحيى الشرائي، قال: حدّثنا العنزي - يعني الحسن بن عليل، قال: حدّثني أبو بكر العبدي، قال: اجتمع عند أبي دلف أضياف له وزوار، فخرج ذات يوم بارد وهو في خزورة وأكسبته إلى دار أضيافه، فقال: أين شعراؤكم؟
  واجتمعوا فقال: إن حقكم لواجب وما أعطيكم إلا للاعتماد على الأجر مع القرابة، هاتوا أشعركم، فقربوا إليه أشعرهم، فقال له: هاهنا أجد من يتقدمك في الشعر، قال لا، قال أجز: [المتقارب]
  قنبرة تنقر في حائط ... وسط فراخ لأبي منقر
  قال فوجم الآخر ودخله حصر، فقال رجيل من القوم سيّئ المنظر لا كسوة عليه:
  أتأذن لي؟ قال: هات، فقال: [المتقارب]
  لم تعد فيما طلبت رزقها ... والرزق قد قدر للقثير
  قال فضحك واستبشر به، وقال: أنت أشعر القوم، وقدمه في الجائزة وكساه، وأعطى القوم به، وكان لا يؤبه له.