الأمالي الكبرى (الخميسية)،

يحيى بن الحسين الشجري (المتوفى: 479 هـ)

[الحديث الثامن عشر] في صوم رجب وفضله وما يتصل بذلك

صفحة 125 - الجزء 2

  صام من رجب ستة عشر يوما كان في أوائل من كان في نور الرحمن على دواب من نور يطير بهم في عرصة القيامة إلى دار الرحمن، ينظر إلى ثواب الكريم ويسمع كلامه اللذيذ. ومن صام من رجب سبعة عشرة يوما وضع له يوم القيامة على الصراط سبعون ألف مصباح من نور حتى يمر على الصراط بنور تلك المصابيح إلى الجنان تشيعه الملائكة بالترحيب والسلام. ومن صام من رجب ثمانية عشر يوما زاحم إبراهيم في قبته في جنة الخلد على سرر الدر والياقوت.

  ومن صام من رجب عشرين يوما فكأنما عبد اللّه عشرين ألف عام. ومن صام من رجب إحدى وعشرين يوما شفع يوم القيامة بمثل ربيعة ومضر كلهم من أهل الخطايا والذنوب. ومن صام من رجب اثنين وعشرين يوما نادى مناد من السماء أبشر يا ولي اللّه من اللّه بالكرامة العظمى، قيل وما الكرامة العظمى؟ قال: النظر إلى ثواب اللّه، ومرافقة الذين أنعم اللّه عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

  ومن صام من رجب ثلاثة وعشرين يوما نودي من السماء طوبى لك يا عبد اللّه نصبت وتعبت طويلا طوبى لك طوبى لك، وأفضيت إلى جسيم ثوابك الكريم، وجاورت الجليل في دار السلام. ومن صام أربعة وعشرين يوما فإذا نزل به ملك الموت # تراءى له في صورة شاب فسقاه عند خروج نفسه، يهون سكرات الموت حتى لا يجد للموت المأثم بأخذ روحه في تلك الجريرة، فتفوح منها رائحة طيبة يستنشقها أهل السماوات السبع فيظل في قبره ريان ويبعث من قبره ريان، ويظل في الموقف ريان حتى يرد حوض النبي ÷.

  ومن صام من رجب خمسة وعشرين يوما فإنه إذا خرج من قبره تلقاه سبعون ألف ملك بيد كل ملك منهم نجيبة من در وياقوت ومعهم طوائف الحلي والحلل، فيقولون يا ولي اللّه التجئ إلى ربك، وهو من أول الناس دخولا في جنات عدن من المقربين الذين ¥ ورضوا عنه وذلك الفوز العظيم. ومن صام من رجب ستة وعشرين يوما بنى اللّه له في ظلال العرش مائة قصر من در ياقوت، على رأس كل قصر خيمة خضراء من حرير الجنان يسكنها ما عمر والناس في الحساب.

  ومن صام من رجب سبعة وعشرين يوما وسع اللّه عليه القبر مسيرة أربعمائة عام وملأ جميع ذلك مسكا وعنبرا ورياحين وأشجارا وأنهارا مفتوحا جميع ذلك إلى الجنان. ومن صام ثمانية وعشرين يوما جعل اللّه بينه وبين النار سبعة خنادق كل خندق كما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام. ومن صام من رجب تسعة وعشرين يوما غفر اللّه له ولو كان عشارا، ولو كانت امرأة فجرت سبعين مرة وولدت سبعين ولدا بعد ما أرادت وجه اللّه والخلاص من جهنم لغفر اللّه لها. ومن صام من رجب ثلاثين يوما نادى مناد من السماء يا عبد اللّه: أما ما مضى فقد غفر اللّه لك فاستأنف العمل فيما بقي، وأعطاه في الجنان كلها في كل جنة أربعين