الأمالي الكبرى (الخميسية)،

يحيى بن الحسين الشجري (المتوفى: 479 هـ)

[الحديث الثامن عشر] في صوم رجب وفضله وما يتصل بذلك

صفحة 129 - الجزء 2

  آخرة، وذكر أشياء، وعن رجب لم سمي رجبا، وعن شعبان لم سمي شعبان، وعن رمضان لم سمي رمضان، وعن شوال لم سمي شوال، فقال ابن عباس يا يهودي: أما آدم فإنه سمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض، وأما حواء فإنها سميت حواء لأنها خلقت من حيوان من ضلع آدم الصغرى، ويقال له القصير، وأما الإنسان فإنما سمي إنسان لأنه ينسى، وأما النساء فإنما سمين النساء لأنهن أنسى شيء، وأما المرأة فإنما سميت امرأة لأنها خلقت من المرء، وأما الدنيا فإنما سميت الدنيا لأنها دنية أدنى عند اللّه من الأرض، وأما الآخرة فإنما سميت آخرة لأنها خير لمن اتخذها وطلبها، وأما رجب فإنما سمي رجبا لأنه يترجب فيه خير كثير كشعبان، وسمي الأصم لأن الملائكة تصم آذانها لشدة ارتفاع أصواتها بالتسبيح والتقديس، وأما شعبان فإنما سمي شعبان لأن الخير يتشعب فيه فيجمع لبني آدم فيكون عونا على صيام شهر رمضان وقيامه، وأما رمضان فإنما سمي رمضان لأن الذنوب ترمض فيه إرماضا، وأما شوال فإنما سمي شوالا لأنه يشول بذنوب بني آدم عند انسلاخ رمضان.

  ١٨٤٤ - وبه: قال: أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي المعروف بمكشوف الرأس، قال: أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن حبان، قال:

  حدّثنا جعفر بن أحمد بن قادس، قال: حدّثنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال: حدّثنا محمد بن المغيرة بن بسطام، قال: حدّثنا منصور بن زيد الأسدي، قال: حدّثنا موسى بن عبد اللّه بن يزيد، قال: سمعت أنس بن مالك يقول، قال رسول اللّه ÷: «إن في الجنة نهر يقال له رجب أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل، من صام يوما من رجب سقاه اللّه من ذلك النهر».

  ١٨٤٥ - وبه: قال: وأخبرناه أبو الحسين محمد بن أحمد الكسائي، قال:

  حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن حبان، وأبو بكر عبد اللّه بن محمد بن محمد القتات، قالا: حدّثنا أبو الفضل جعفر بن أحمد بن فارس، وذكر قريبا من الأول واللفظ للرواية الأولى.

  ١٨٤٦ - وبه: قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن الوهاب بن محمد الشاطر الكاتب بقراءة الخطيب عليه ببغداد، قال: أخبرنا علي بن عمر بن محمد بن الحسن الختلي الحرثي، قال: حدّثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، قال: حدّثنا الحسين بن علي بن مهران، قال: حدّثنا عبد اللّه بن هارون الغساني عن حماد بن واقد عن حصين عن أبي الأحوص قال: سمعت ابن مسعود يقول لمسروق يا مسروق، أصبح يوم صومك دهينا كحيلا وإياك وعبوس الصائمين، وأجب دعوة من دعاك من أهل ملتك ما لم يظهر لك منه معزاف أو مزمار، وصل على من مات منهم ولا تقطع عليه الشهادة، واعلم أنك إن تلقى اللّه بأمثال الجبال ذنوبا خير لك من أن تلقى اللّه - كلمة ذكرها - وأن تقطع عليه