[الحديث السابع والعشرون] في الصبر على الشدائد وفضله وما يتصل بذلك
  اللّه ÷ يقول لعلي #: إن اللّه ø زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إليها منها: الزهد في الدنيا وحبك للمساكين فجعلك ترضى بهم أتباعا، ويرضون بك إماما، فطوبى لمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب عليك، فأما من أحبك وصدق فيك، هم رفقاؤك في الجنة ومجاوروك، وأما من أبغضك وكذب عليك، فإنه حق على اللّه أن يوقفه يوم القيامة موقف الكذابين.
  ٢٣٢٨ - وبه: قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن غسان بقراءتي عليه في منزله، قال: حدّثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد القزويني، قال: حدّثنا محمد بن إسماعيل بن محمد الطائي الدميري، قال: حدّثنا الحسين بن موسى بن حميد. قال: حدّثنا زهير بن عباد، قال: حدّثنا سفيان، قال: حدّثنا المغيرة بن زياد عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده، قال: قال النبي ÷: «من أنصف الناس من نفسه ظفر من الجنة بالغاية القصوى، ومن كان الفقر أحب إليه من الغنى، فليجتهد عباد الحرمين أن يدركوا فضل ما يعطى».
  ٢٣٢٩ - وبه: قال: أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي قراءة عليه، قال: حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن حبان، قال: حدّثنا محمد بن العباس بن أيوب، قال: حدّثنا الحسن بن عرفة، قال: حدّثنا ابن أبي عتبة عن حفص عن عمر بن أبي الزبير عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه ÷: كان ليعقوب النبي # أخ مواخ، فقال له ذات يوم يا يعقوب: ما الذي أذهب بصرك؟ وما الذي قوس ظهرك؟ قال: أما الذي أذهب بصري فالبكاء على يوسف، وأما الذي قوس ظهري فالحزن على بنيامين، فأتاه جبريل #، فقال يا يعقوب: إن اللّه ø يقول لك أما تستحي؟ تشكوني إلى غيري؟
  فقال يعقوب #: إنما أشكو بثي وحزني إلى اللّه، فقال جبريل #: اللّه أعلم بما تشكو، ثم قال يعقوب أي رب: أما ترحم الشيخ الكبير أذهبت بصري وقوست ظهري، فاردد علي ريحانتي يوسف أشمه شمة قبل الموت ثم اصنع بي ما أردت، فأتاه جبريل #، فقال يا يعقوب: إن اللّه ø يقريك السلام ويقول لك: أبشر وافرح قلبك فو عزتي لو كانا ميتين لنشرتهما لك فاصنع طعاما للمساكين، فإن أحب عبادي إلي الأنبياء والمساكين، وتدري لما أذهبت بصرك وقوست ظهرك، وصنع اخوة يوسف به ما صنعوا؟ إنكم ذبحتم شاة فأتاكم بعض المساكين وهو صائم فلم تطعموه منها شيئا، فكان يعقوب # إذا أراد الغداء نادى مناد ألا من أراد الغداء فليقعد مع يعقوب، وإذا كان صائما أمر مناديا فنادى: ألا من كان صائما فليفطر مع يعقوب، قال:
  هذا هو حفص بن عمر قاضي حلب الحلبي يروي عن أبي الزبير، وكذا وقع في كتابي، ولعله سهو الوراق.