الأمالي الكبرى (الخميسية)،

يحيى بن الحسين الشجري (المتوفى: 479 هـ)

الحديث الثاني في العلم وفضله وما يتصل بذلك

صفحة 66 - الجزء 1

  السكري. قال: حدّثنا أبو يعقوب إسحاق بن ديمهر الثوري. قال: حدّثنا إسحاق بن إسرائيل. قال: حدّثنا عبد القدوس بن حبيب الكلاعي. قال حدّثنا عكرمة عن ابن عباس، قال: قال النبي ÷: «يا إخواني تناصحوا في العلم ولا يكتمن بعضكم بعضا فإن خيانة الرجل في علمه أشد من خيانته في ماله».

  ٢٣٦ - وبه: قال: أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه.

  قال: حدّثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد القزويني. قال:

  حدّثنا محمد بن إسماعيل الطائي. قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن خلف. قال: حدّثنا محمد بن روح الصوفي. قال: حدّثنا علي بن الحسن عن سفيان الثوري عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص عن عبد اللّه بن مسعود، قال: قال رسول اللّه ÷: «إن أحب الخلائق إلى اللّه ø لشاب حديث السن في صورة حسنة جعل شبابه وجماله في طاعة اللّه ذاك الذي يباهي به اللّه الملائكة يقول: هذا عبدي حقا».

  ٢٣٧ - وبه: قال: أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسن آبادي شيخ الصوفية بأصفهان بقراءتي عليه في منزله. قال: حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن حيان إملاء في رجب سنة سبع وستين وثلاثمائة. قال: حدّثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن. قال: حدّثنا عبد الجبار. قال: حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم.

  قال: قال عبد اللّه بن مسلم: قال: حدّثنا زيد العمي عن بعض من لقي من أهل العلم قال: يا صاحب العلم اعمل بعلمك، وأعط فضل مالك، واحبس الفضل من قولك، فلا شيء من الحديث ينفعك عند ربك. يا صاحب العلم لا تكن قويا في عمل غيرك ضعيفا في عمل نفسك. يا صاحب العلم لا يشغلك الذي لغيرك عن الذي لك. يا صاحب العلم إن الذي أمرت به من طاعة اللّه يشغلك عما نهيت عنه. يا صاحب العلم جالس العلماء وازحم عليهم ودع منازعتهم. يا صاحب العلم عظم العلماء لعلمهم، وضع الجهال لجهلهم ولا تباعدهم وقربهم. يا صاحب العلم إن اللّه ø لم يكرم عبدا بشرف الدنيا ولم يهنه بذلها، ولكن اللّه تعالى يكرم أهل طاعته ويهين أهل معصيته. يا صاحب العلم لا تغتر باللّه ولا تغتر باللّه ولا تغتر بالناس، فإن العزة باللّه ترك طاعته والغرة بالناس اتباع أهوائهم، احذر من اللّه ما حذرك من نفسه. يا صاحب العلم لا ينفع العلم إلا بالحلم، كما لا يصلح النهار إلا بالشمس. كذلك لا يستقيم العمل إلا بطاعة اللّه. يا صاحب العلم الزرع لا يصلح إلا بالماء والتراب، كذلك لا يصلح الإيمان إلا بالكلام والعمل. يا صاحب العلم كن كالمسافر متزودا أو مستنجدا إذا احتاج إلى زاده، كذلك يستنجد كل عامل إذا احتاج إلى عمله في الآخرة، وما عمل في الدنيا. يا صاحب العلم إذا أراد اللّه أن يحمد على عبادته فاعلم أنه إنما أراد أن يبين كرامتك عليه فلا تحول أو تحرص فترجع من كرامة اللّه ø إلى هوانه. يا صاحب العلم إنك إن تحمل الحجار