الأمالي الكبرى (الخميسية)،

يحيى بن الحسين الشجري (المتوفى: 479 هـ)

[الحديث التاسع والثلاثون] في ذكر الموت واختلاف الموتى وذكر عذاب القبر وثوابه وما يتصل بذلك

صفحة 408 - الجزء 2

  ٢٩٢٧ - وبه: قال: أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين بن التوزي بقراءتي عليه، قال: أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا المعروف بابن طرازة، قال: أنشدني أبو الحسن علي بن محمد القلاسي لأبي العتاهية: [الرمل]

  من يعش يكبر ومن يكبر يمت ... والمنايا لا تبد لي من أتت

  كم وكم قد درجت من قبلنا

  بقرون وقرون قد خلت ... نحن في دار بلاء وأذى

  وسقام وعناء وعنت

  منزل ما ثبت المرء به ... سالما إلا قليلا إن ثبت

  بينما الإنسان في الدنيا له

  حركات مسرعات إذ خفت ... أنسيت الموت جهلا والبلى

  فلهت نفسك عنه وسهت

  أيها المغرور ما هذا الصبا ... لو نهيت النفس عنها لانتهت

  إن أولى ما تناهيت له

  لملم ليس منه منفلت ... أبت الدنيا على ساكنها

  في البلا والنقص إلا ما أتت

  رحم اللّه امرأ أنصف من نفسه ... أو قال خيرا فسكت

  ٢٩٢٨ - وبه: قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن الحسين بن يوسف بن موسكان البراز بقراءتي عليه في مسجد قنطرة قرة باب زقاق السعديين بالبصرة، قال: حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي إملاء، قال: حدّثنا عبد اللّه بن شبيب، قال:

  حدّثنا زكريا بن يحيى بن خلاد المقري، قال: حدّثنا عبد الملك الأصمعي قال: سمعت أعرابيا يقول: إن الآمال قطعت أعناق الرجال، كالسراب غر من رآه، وأخلف من رجاه، من كان الليل والنهار مطيته، أسرعا في السير والبلوغ به ثم أنشد يقول:

  المرء يفرح بالأيام يدفعها ... وكل يوم مضى يدني من الأجل

  ٢٩٢٩ - وبه: قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد المقنعي قراءة عليه، قال: حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن زنجي الكاتب، قال: أخبرنا أبو بكر بن زيد، قال: أخبرنا الحسن يعني ابن الخضر، عن أبيه، قال: أخبرني رجل قال:

  دخلت على العباس بن خزيمة في مرضه الذي مات فيه، فرأيته قد جزع جزعا شديدا، فقلت له: ما هذا الجزع الذي أراه بك؟ فبكى ثم أنشد يقول: [الرمل]

  إن ذكر الموت أبدي جزعي ... ولمثل الموت أبدي الجزعا

  وله كأس بنا دائرة ... مزجت بالصاب منها السلعا

  كل حي سوف تسقيه وإن ... مد في العيشة منها جرعا

  ٢٩٣٠ - وبه: قال السيد: أخبرنا أبو بكر بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال:

  حدّثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدّثنا بشر بن موسى، قال: حدّثنا أبو نعيم عن الأعمش، عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد اللّه قال: من أحب لقاء اللّه أحب اللّه لقاءه، ومن كره لقاء اللّه كره اللّه لقاءه، والموت هو لقاء اللّه تعالى.