الإيضاح في علوم البلاغة،

الخطيب القزويني (المتوفى: 739 هـ)

في الكشف عن معنى الفصاحة والبلاغة

صفحة 14 - الجزء 1

  غدائره مستشزرات إلى العلا⁣(⁣١)

  والغرابة: أن تكون الكلمة وحشيّة، لا يظهر معناها، فيحتاج في معرفته إلى أن ينقّر عنها في كتب اللغة المبسوطة، كما روي عن عيسى بن عمر النحوي⁣(⁣٢) أنه سقط عن حمار، فاجتمع عليه الناس، فقال: «ما لكم تكأكأتم عليّ تكأكؤكم على ذي جنّة؟

  افرنقعوا عنّي» أي اجتمعتم تنحّوا.

  أو يخرّج لها وجه بعيد. كما في قول العجّاج:

  وفاحما ومرسنا مسرّجا⁣(⁣٣)

  فإنه لم يعرف ما أراد بقوله «مسرّجا» حتى اختلف في تخريجه، فقيل: هو من قولهم للسيوف «سريجيّة» منسوبة إلى قين يقال له سريج، يريد أنه في الاستواء والدقة كالسيف السّريجيّ، وقيل: من السّراج، يريد أنه في البريق كالسّراج، وهذا يقرب من قولهم «سرج وجهه» بكسر الراء - أي حسن، وسرّج (الله) وجهه» أي بهّجه وحسّنه.

  ومخالفة القياس كما في قول الشاعر:

  الحمد لله العليّ الأجلل⁣(⁣٤)


(١) عجز البيت:

تضلّ المدارى في مثنّى ومرسل

والبيت من الطويل، وهو في ديوان امرئ القيس ص ١٧، وشرح التصريح ٢/ ٣٧١، ولسان العرب (شزر)، (عقص)، ومعاهد التنصيص ١/ ٨، والمقاصد النحوية ٤/ ٥٨٧، وتاج العروس (شقأ)، وأساس البلاغة (دري). ومستشزرات: مرتفعات.

(٢) عيسى بن عمر: هو أبو عمرو عيسى بن عمر الثقفي النحوي البصري، مولى خالد بن الوليد، توفي سنة ١٤٩ هـ، صنف: الإكمال في النحو، جامع في النحو. (كشف الظنون ٥/ ٨٠٥).

(٣) الرجز للعجاج في ديوانه ٢/ ٣٤، ولسان العرب (سرج)، (رسن)، وتاج العروس (سرج)، (رسن)، وجمهرة اللغة ص ٤٥٨، ٧٢٢، ومجمل اللغة ٣/ ١٣٨، وأساس البلاغة (رسن)، وكتاب العين ٦/ ٥٣، وبلا نسبة في تهذيب اللغة ١٠/ ٥٨٢، ومقاييس اللغة ٣/ ١٥٦، والمخصص ١٠/ ٩٢، ٢/ ١٥٥.

(٤) يلبه:

أعطى فلم يبخل ولم يبخّل

والرجز لأبي النجم في خزانة الأدب ٢/ ٣٩٠، ولسان العرب (جلل)، والدرر ٦/ ١٣٨، وشرح شواهد المغني ١/ ٤٤٩، والمقاصد النحوية ٤/ ٥٩٥، وجمهرة اللغة ص ٤٧١، وتاج العروس =