تصدير
  
تصدير
  قال الشيخ الإمام، العالم العلامة، خطيب الخطباء، مفتي المسلمين، جلال الدين أبو عبد الله محمد، ابن قاضي القضاة سعد الدين أبي محمد عبد الرحمن، ابن إمام الدين أبي حفص عمر؛ القزويني الشافعي، متع الله المسلمين بمحياه، وأحسن عقباه:
  الحمد لله رب العالمين، وصلاته على محمد وعلى آل محمد أجمعين.
  أما بعد: فهذا كتاب في علم البلاغة وتوابعها؛ ترجمته بـ «الإيضاح» وجعلته على ترتيب مختصري الذي سميته تلخيص المفتاح. وبسطت فيه القول ليكون كالشرح له؛ فأوضحت مواضعه المشكلة، وفصلت معانيه المجملة؛ وعمدت إلى ما خلا عنه المختصر، مما تضمنه «مفتاح العلوم»(١)، وإلى ما خلا عنه المفتاح من كلام الشيخ الإمام عبد القاهر الجرجاني(٢) | في كتابيه دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة، وإلى ما تيسر النظر فيه من كلام غيرهما، فاستخرجت زبدة ذلك كله، وهذبتها ورتبتها، حتى استقر كل شيء منها في محله، وأضفت إلى ذلك ما أدى إليه فكري، ولم أجده لغيري.
  فجاء بحمد الله جامعا لأشتات هذا العلم، وإليه أرغب في أن يجعله نافعا لمن نظر فيه من أولي الفهم، وهو حسبي ونعم الوكيل.
(١) هو كتاب «مفتاح العلوم» للعلامة سراج الدين أبي يعقوب يوسف بن أبي بكر بن محمد بن علي السكاكي المتوفى سنة ٦٢٦ هـ. (كشف الظنون ٢/ ١٧٦٢).
(٢) هو عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني، أبو بكر الشافعي الأديب النحوي، المتوفى سنة ٤٧٤ هـ. من تصانيفه: أسرار البلاغة، الإيجاز في مختصر الإيضاح، في النحو، الجرجانية، درج الدرر في تفسير الآي والسور، دلائل الإعجاز في المعاني والبيان، شرح الفاتحة، عمدة في التصريف، عوامل المائة، في النحو، مختار الاختيار في فوائد معيار النظار، في المعاني والبيان والبديع والقوافي، المعتضد في شرح إعجاز القرآن للواسطي، المغني في شرح الإيضاح لأبي علي الفارسي، المقتصد في تلخيص المغني. (كشف الظنون ٥/ ٦٠٦).