مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

5 - الحسين

صفحة 109 - الجزء 1

  ثم قال ابن زياد لمسلم: قتلني الله إن لم أقتلك قتلة لم يقتلها أحد من الناس في الإسلام⁣(⁣١).

  قال: أما إنك أحق من أحدث في الإسلام ما ليس فيه، أما إنك لم تدع سوء القتلة، وقبح المثلة وخبث السيرة، ولؤم الغيلة لمن هو أحق به منك⁣(⁣٢).

  ثم قال ابن زياد: اصعدوا به فوق القصر فأضربوا عنقه.

  ثم قال: ادعوا الذي ضربه ابن عقيل على رأسه وعاتقه بالسيف فجاءه فقال: اصعد وكن أنت الذي تضرب عنقه، وهو بكير بن حمران الأحمري - لعنه الله -، فصعدوا به وهو يستغفر الله ويصلي على النبي ÷، وعلى أنبيائه ورسله وملائكته - وهو يقول: اللهم احكم بيننا وبين قوم غرّونا، وكادونا وخذلونا.

  ثم أشرفوا به على موضع الحذّائين فضرب عنقه، ثم أتبع رأسه جسده - صلّى الله عليه ورحمه -⁣(⁣٣).

  وقال المدائني: عن أبي مخنف عن يوسف بن يزيد، قال: فقال عبد الله ابن الزّبير الأسدي⁣(⁣٤):

  إذا كنت لا تدرين ما الموت فانظري ... إلى هانئ في السوق وابن عقيل

  إلى بطل قد هشّم السيف وجهه ... وآخر يهوي من طمار قتيل⁣(⁣٥)

  ترى جسدا قد غيّر الموت لونه ... ونضح دم قد سال كلّ مسيل⁣(⁣٦)

  أصابهما أمر الأمير فأصبحا ... أحاديث من يسعى بكل سبيل


(١) راجع ما دار بينهما من حوار قبل ذلك في الطبري ٦/ ٢١٢ - ٢١٣.

(٢) في الطبري «ولا أحد من الناس أحق بها منك».

(٣) راجع الطبري ٦/ ٢١٣، وكان قتله في يوم عرفة سنة ٦٠ وصلب ابن زياد جثته.

(٤) في الطبري ٦/ ٢١٤ «ويقال قاله الفرزدق» ونسبه في اللسان ٦/ ١٧٤ لسليم بن سلام الحنفي والشعر في ابن الأثير ٤/ ١٦ ومقتل الحسين ٣٨ والإرشاد ١٩٧ وتهذيب ابن عساكر ٧/ ٤٢٤ وابن سعد ٤/ ٢٩.

(٥) في اللسان ٦/ ١٧٤ «يقال انصب عليهم فلان من طمار وهو المكان العالي» وفيه «قد عقر السيف وجهه».

(٦) بعده في الطبري:

فتى هو أحيا من فتاة حيية ... وأقطع من ذي شفرتين صقيل