مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

5 - الحسين

صفحة 119 - الجزء 1

  وجنبه ووجهه فأجريت الخيل عليه⁣(⁣١).

  وحمل أهله أسرى⁣(⁣٢) وفيهم، عمر، وزيد، والحسن بنو الحسن بن علي بن أبي طالب $، وكان الحسن بن الحسن بن علي قد ارتث جريحا فحمل معهم، وعلي بن الحسين الذي أمه أم ولد، وزينب العقيلة، وأم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وسكينة بنت الحسين لما أدخلوا على يزيد - لعنه الله - أقبل قاتل الحسين بن علي يقول⁣(⁣٣).

  أوقر ركابي فضة أو ذهبا ... فقد قتلت الملك المحجبا

  قتلت خير الناس أما وأبا ... وخيرهم إذ ينسبون نسبا⁣(⁣٤)

  ووضع الرأس بين يدي يزيد - لعنه الله - في طست، فجعل ينكته على ثناياه بالقضيب وهو يقول⁣(⁣٥):

  نفلّق هاما من رجال أعزة ... علينا وهم كانوا أعق وأظلما

  وقد قيل: إن ابن زياد - لعنه الله فعل ذلك.

  وقيل: إنه تمثل أيضا والرأس بين يديه بقول عبد الله بن الزّبعري⁣(⁣٦):

  ليت أشياخي ببدر شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسل

  قد قتلنا القرم من أشياخهم ... وعدلناه ببدر فاعتدل

  ثم دعا يزيد - لعنه الله - بعلي بن الحسين، فقال: ما اسمك؟ فقال: علي بن الحسين، قال: أولم يقتل الله علي بن الحسين، قال: قد كان لي أخ


(١) راجع الطبري ٦/ ٢٦١ وابن الأثير ٤/ ٣٥ ومروج الذهب ٢/ ٦٦.

(٢) الإرشاد ٢٢٤.

(٣) في ابن الأثير ٤/ ٣٥ أنه قال ذلك لما وقف على فسطاط عمر بن سعد.

(٤) العقد ٤/ ٣٨١ ومروج الذهب ٢/ ٦٥ والشريشي ١/ ١٩٣.

(٥) الإرشاد ٢٢٧ ومروج الذهب ٢/ ٦٥.

وفي ابن الأثير ٤/ ٣٧، والطبري ٦/ ٢٦٧ «ثم قال: إن هذا وإيانا كما قال الحصين بن الحمام:

أبى قومنا أن ينصفونا فأنصفت ... قواضب في أيماننا تقطر الدما

(٦) الأبيات في الحيوان ٥/ ٥٦٤ وسيرة ابن هشام ٣/ ١٤٤.