مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أيام أبي جعفر المنصور

صفحة 189 - الجزء 1

  قال محمد بن إسماعيل: فحدثتني أمي، عن أبيها، قال:

  إني قلت لسليمان: يا أخي صهري صهري، ورحمي رحمي، فما ترى؟ فقال: والله لكأني أرى عبد الله بن علي حين أحال أبو جعفر الستر بيننا وبينه وهو يقول لنا هذا ما فعلتم بي، ولو كان عافيا عفا عن عمه [قال] فقبل رأيه. [قال] وكان آل عبد الله يرونها صلة من سليمان لهم⁣(⁣١).

  أخبرني عمر بن عبد الله، قال: حدّثنا عمر بن شبّة، قال: حدّثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا الحسن بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن، قال:

  اختصم بنو عبد الله، وعبيد الله ابني العباس، في صدقة العباس التي تدعى السعاية بينبع⁣(⁣٢)، فشهد محمد بن عبد الله بن الحسن عند القاضي عثمان بن عمرو التيمي أن ولايتها كانت لبني عبد الله، فأتى داود بن علي محمدا فقال: والله ما أدري ما أكافيك غير أنكم تحدّثون - وذلك باطل - أنك ستلي هذه الأمة، ونتحدث - وذلك حق - أن سيكون منا الخليفة، وائت إلى المدينة فإذا جاءك رسولي وأنت في تنور فلا تخرج إليّ منه.

  * * *

  أخبرني عمر بن عبد الله، قال: حدّثنا عمر بن شبّة⁣(⁣٣)، قال: حدّثني محمد بن عباد المهلبي، عن السندي بن شاهك، قال: حدّثني عيسى بن عبد الله عن محمد بن عمران عن عقبة بن سلم:

  أن أبا جعفر دعاه فسأله عن اسمه؟ فقال: عقبة بن سلم بن نافع من الأزد، من بني هناءة.

  فقال: إني لأرى لك همة وموضعا، وإني أريدك لأمر أنا معني به.

  قال: أرجو أن أصدق ظنّ أمير المؤمنين.


(١) الزيادة من الطبري ٩/ ١٨١ وفيه: «حين حال الستر بيننا وبينه».

(٢) السعاية مباشرة عمل الصدقات. وفي الأصل: «السقاية بتبيع».

(٣) في الأغاني ١٨/ ٢٠٧ «أخبرني عمر بن عبد الله بن شبة عن عيسى بن عبد الله ...».