أيام أبي جعفر المنصور
  خرج إلينا الربيع الحاجب فقال: أين هؤلاء العلوية؟ أدخلوا على أمير المؤمنين رجلين منكم من ذوي الحجى. قال: فدخلنا إليه أنا والحسن بن زيد، فلما صرت بين يديه قال لي: أنت الذي تعلم الغيب؟.
  قلت: لا يعلم الغيب إلّا الله.
  قال: أنت الذي يجبي إليك هذا الخراج؟.
  قلت: إليك يجبى - يا أمير المؤمنين - الخراج.
  قال: أتدرون لم دعوتكم؟ قلت: لا.
  قال: أردت أن أهدم رباعكم، وأروع قلوبكم، وأعقر نخلكم، وأترككم بالسراة، لا يقربكم أحد من أهل الحجاز، وأهل العراق؛ فإنهم لكم مفسدة.
  فقلت له: يا أمير المؤمنين، إن سليمان أعطى فشكر، وإن أيوب ابتلى فصبر، وإن يوسف ظلم فغفر، وأنت من ذلك النسل.
  قال: فتبسم وقال: أعد عليّ، فأعدت فقال: مثلك فليكن زعيم القوم، وقد عفوت عنكم، ووهبت لكم جرم أهل البصرة، حدّثني الحديث الذي حدّثتني عن أبيك، عن آبائه، عن رسول الله ÷.
  قلت: حدثني أبي، عن آبائه، عن علي، عن رسول الله ÷: صلة الرّحم تعمر الديار، وتطيل الأعمار، وإن كانوا كفّارا.
  فقال: ليس هذا.
  فقلت: حدّثني أبي، عن آبائه، عن علي، عن رسول الله ÷، قال: الأرحام معلقة بالعرش تنادي: اللهم صل من وصلني، واقطع من قطعني.
  قال: ليس هذا.
  فقلت: حدثني أبي، عن آبائه، عن علي عن رسول الله ÷ أن الله ø يقول: «أنا الرحمن، خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتّته».
  قال: ليس هذا الحديث.