مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

1 - جعفر بن أبي طالب

صفحة 33 - الجزء 1

  وكأنما بين الجوانح والحشا ... مما تأوّبني شهاب مدخل⁣(⁣١) / (٧)

  وجدا على النّفر الذين تتابعوا ... يوما بمؤتة أسندوا لم ينقلوا

  صلى الإله عليهم من فتية ... وسقى عظامهم الغمام المسبل⁣(⁣٢)

  صبروا بمؤتة للإله نفوسهم ... عند الحمام حفيظة أن ينكلوا⁣(⁣٣)

  إذ يهتدون بجعفر ولوائه ... قدّام أوّلهم ونعم الأوّل⁣(⁣٤)

  حتى تفرّقت الصفوف وجعفر ... حيث التقى وعث الصّفوف مجدّل⁣(⁣٥)

  فتغيّر القمر المنير لفقده ... والشمس قد كسفت وكادت تأفل⁣(⁣٦)

  [قوم بهم نصر الإله عباده ... وعليهم نزل الكتاب المنزل⁣(⁣٧)]

  ويهديهم رضى الإله لخلقه ... وبحدّهم نصر النبيّ المرسل⁣(⁣٨)

  بيض الوجوه ترى بطون أكفّهم ... تندى إذا اعتذر الزمان الممحل⁣(⁣٩)


= بين خرزتين في المزادة فإن كان غير محكم وكف منه الماء، والمخضل: السائل الندى. وفي ابن أبي الحديد ٣/ ٤٠٤ «وكف الرباب» وفي سيرة ابن هشام بعد هذا البيت:

في ليلة وردت على همومها ... طورا أحسن وتارة أتململ

واعتادني حزن فبت كأنني ... ببنات نعش والسماك موكل

(١) المدخل: النافذ: إلى الداخل.

(٢) المسبل: الممطر.

(٣) الحمام: الموت. وينكلوا: يرجعوا هائبين لعدوهم.

(٤) بعد هذا البيت في سيرة ابن هشام:

فمضوا أمام المسلمين كأنهم ... فنق عليهن الحديد المرفل

والفنق: الفحول من الإبل، والمرفل: السابغ.

(٥) في سيرة ابن هشام «حتى تفرجت» والوعث الرمل الذي تغيب فيه الأرجل، ومجدل: مطروح على الجدالة، وهي الأرض. وفي ابن أبي الحديد «... التقى جمع الغواة».

(٦) تأفّل: تغيّب، وفي القرآن (فلما أفلت قال إني لا أحب الآفلين) وفي سيرة ابن هشام بعد هذا البيت:

قرم علا بنيانه من هاشم ... فرعا أشم وسؤددا ما ينقل

(٧) الزيادة من النسخة الخطية وفي سيرة ابن هشام «عصم الإله» وفيها بعد البيت:

فضلوا المعاشر عشرة وتكرما ... وتنهدت أحلامهم من يجهل

لا يطلقون إلى السفاه حباهم ... ويرى خطيبهم بحق يفصل

(٨) ويروى «بجدهم» قال أبو ذر: «من رواه بالحاء المهملة فمعناه بشجاعتهم وإقدامهم؛ ومن رواه بالجيم المكسورة فهو معلوم».

(٩) الممحل: الشديد القحط وفي أ، ب: «قوم بهم نظر الإله لخلقه».