1 - جعفر بن أبي طالب
  وكأنما بين الجوانح والحشا ... مما تأوّبني شهاب مدخل(١) / (٧)
  وجدا على النّفر الذين تتابعوا ... يوما بمؤتة أسندوا لم ينقلوا
  صلى الإله عليهم من فتية ... وسقى عظامهم الغمام المسبل(٢)
  صبروا بمؤتة للإله نفوسهم ... عند الحمام حفيظة أن ينكلوا(٣)
  إذ يهتدون بجعفر ولوائه ... قدّام أوّلهم ونعم الأوّل(٤)
  حتى تفرّقت الصفوف وجعفر ... حيث التقى وعث الصّفوف مجدّل(٥)
  فتغيّر القمر المنير لفقده ... والشمس قد كسفت وكادت تأفل(٦)
  [قوم بهم نصر الإله عباده ... وعليهم نزل الكتاب المنزل(٧)]
  ويهديهم رضى الإله لخلقه ... وبحدّهم نصر النبيّ المرسل(٨)
  بيض الوجوه ترى بطون أكفّهم ... تندى إذا اعتذر الزمان الممحل(٩)
= بين خرزتين في المزادة فإن كان غير محكم وكف منه الماء، والمخضل: السائل الندى. وفي ابن أبي الحديد ٣/ ٤٠٤ «وكف الرباب» وفي سيرة ابن هشام بعد هذا البيت:
في ليلة وردت على همومها ... طورا أحسن وتارة أتململ
واعتادني حزن فبت كأنني ... ببنات نعش والسماك موكل
(١) المدخل: النافذ: إلى الداخل.
(٢) المسبل: الممطر.
(٣) الحمام: الموت. وينكلوا: يرجعوا هائبين لعدوهم.
(٤) بعد هذا البيت في سيرة ابن هشام:
فمضوا أمام المسلمين كأنهم ... فنق عليهن الحديد المرفل
والفنق: الفحول من الإبل، والمرفل: السابغ.
(٥) في سيرة ابن هشام «حتى تفرجت» والوعث الرمل الذي تغيب فيه الأرجل، ومجدل: مطروح على الجدالة، وهي الأرض. وفي ابن أبي الحديد «... التقى جمع الغواة».
(٦) تأفّل: تغيّب، وفي القرآن (فلما أفلت قال إني لا أحب الآفلين) وفي سيرة ابن هشام بعد هذا البيت:
قرم علا بنيانه من هاشم ... فرعا أشم وسؤددا ما ينقل
(٧) الزيادة من النسخة الخطية وفي سيرة ابن هشام «عصم الإله» وفيها بعد البيت:
فضلوا المعاشر عشرة وتكرما ... وتنهدت أحلامهم من يجهل
لا يطلقون إلى السفاه حباهم ... ويرى خطيبهم بحق يفصل
(٨) ويروى «بجدهم» قال أبو ذر: «من رواه بالحاء المهملة فمعناه بشجاعتهم وإقدامهم؛ ومن رواه بالجيم المكسورة فهو معلوم».
(٩) الممحل: الشديد القحط وفي أ، ب: «قوم بهم نظر الإله لخلقه».