أيام موسى الهادي
  الحسين طويلا لا يجيبه، ثم رفع رأسه إليه فقال: أنت في سعة.
  حدثني علي بن إبراهيم، قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، قال: حدثنا عنيزة القصباني(١) (٢) بهذا:
  رجع الحديث إلى حيث انتهى من قصصهم.
  قال: وقال الحسين لموسى بن جعفر في الخروج فقال له: إنك مقتول فأحدّ الضراب فإن القوم فسّاق يظهرون إيمانا، ويضمرون نفاقا وشركا، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وعند الله ø أحتسبكم من عصبة.
  قال: وخطب الحسين بن علي بعد فراغه من الصلاة فحمد الله وأثنى عليه وقال:
  أنا ابن رسول الله، على منبر رسول الله، وفي حرم رسول الله، أدعوكم إلى سنة رسول الله ÷(٣).
  أيّها الناس: أتطلبون آثار رسول الله في الحجر والعود، وتتمسحون بذلك، وتضيعون بضعة منه!
  فقال الراوي للحديث: فقلت في نفسي قولا أسره: إنا لله ما صنع هذا بنفسه. قال: وإلى جنبي عجوز مدنية فقالت: اسكت ويلك، ألابن رسول الله تقول هذا؟
  قلت: يرحمك الله والله ما قلت هذا إلّا للإشفاق عليه.
  قالوا: فأقبل خالد البربري(٤) وكان مسلحة للسلطان بالمدينة في السلاح(٥) ومعه أصحابه حتى وافوا باب المسجد الذي يقال له: باب جبرائيل، فنظرت إلى يحيى بن عبد الله قد قصده وفي يده السيف فأراد خالد أن ينزل فبدره يحيى فضربه
(١) في الخطية «حدثني عمرة القضاعي».
(٢) في الخطية: «القصابي».
(٣) في الطبري ١٠/ ٣١ «أدعوكم إلى كتاب الله، وسنة نبيه ÷؛ فإن لم أف لكم بذلك فلا بيعة لي في أعناقكم».
(٤) هذا في الطبري، وفي ط «حماد البربري» وفي ق «حماد البريدي».
(٥) في الطبري ١٠/ ٢٦ «وأقبل خالد البربري وهو يومئذ على الصوافي بالمدينة قائد على مائتين من الجند مقيمين بالمدينة».