مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أيام موسى الهادي

صفحة 379 - الجزء 1

  وأصابه الحسن بن محمد بنشابة في عينه وتركها في عينه⁣(⁣١)، وجعل يقاتل أشد القتال، فناداه محمد بن سليمان: يابن خال، اتق الله في نفسك ولك الأمان.

  فقال: والله ما لكم أمان، ولكني أقبل منكم، ثم كسر سيفا هنديّا كان في يده، ودخل إليهم، فصاح العباس بن محمد بابنه عبد الله: قتلك الله إن لم تقتله، أبعد تسع جراحات تنتظر هذا؟.

  فقال له موسى بن عيسى: إي والله عاجلوه! فحمل عليه عبيد الله فطعنه، وضرب العباس بن محمد عنقه بيده صبرا، ونشبت الحرب بين العباس بن محمد، ومحمد بن سليمان، وقال: أمّنت ابن خالي فقتلتموه، فقالوا: نحن نعطيك رجلا من العشيرة تقتله مكانه.

  وذكر أحمد بن الحرث في روايته:

  أن موسى بن عيسى هو الذي ضرب عنق الحسن بن محمد.

  قال أحمد بن الحرث: وحدثني يزيد بن عبد الله الفارسي، قال:

  كان حماد التركي ممن حضر وقعة فخ، فقال للقوم: أروني حسينا، فأروه إيّاه، فرماه بسهم فقتله، فوهب له محمد بن سليمان مائة ألف درهم ومائة ثوب.

  قالوا: وغضب موسى على مبارك التركي لانهزامه عن الحسين وحلف ليجعلنه سائسا.

  وغضب على موسى في قتله الحسن بن محمد صبرا، وقبض أموالهم⁣(⁣٢).

  وكان يقول: متى توافي فاطمة أخت الحسين بن علي؟ والله لأطرحنها إلى السّوّاس، فمات قبل أن يوافي بها⁣(⁣٣).

  حدثني علي بن إبراهيم العلوي، قال: حدثنا الحسن بن علي بن هاشم، قال: حدثني محمد بن منصور، عن القاسم بن إبراهيم، عمن ذكره، قال:

  رأيت الحسين صاحب فخ وقد دفن شيئا، فظننت أنه شيء له مقدار، فلما


(١) في الخطية: «وأصابت الحسن بن عبد الله نشابة ... فتركها».

(٢) الطبري ١٠/ ٢٩.

(٣) في الطبري ١٠/ ٢٨ «وأخذت أخت الحسين وكانت معه فصيرت عند زينب بنت سليمان».