مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أيام موسى الهادي

صفحة 383 - الجزء 1

  حدثني علي بن إبراهيم قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري، قال: حدثني علي بن أحمد الباني⁣(⁣١)، قال:

  سمعت محمد بن إبراهيم صاحب أبي السرايا بالكوفة يقول لعامر بن كثير السراج: خرجت مع الحسين بن علي صاحب فخ؟ قال: نعم.

  حدثنا علي بن العباس، قال: حدثنا الحسن بن محمد، عن أحمد بن كثير الذهبي، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق القطان⁣(⁣٢)، قال سمعت الحسين بن علي، ويحيى بن عبد الله يقولان:

  ما خرجنا حتى شاورنا أهل بيتنا، وشاورنا موسى بن جعفر فأمرنا بالخروج.

  حدثنا علي بن العباس، قال: حدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا ابن أبي ليلى محمد بن عمران، قال: حدثني نصر الخفاف، قال:

  أصابتني ضربة وأنا مع الحسين بن علي صاحب فخ فبرت اللحم والعظم، فبتّ ليلتي أعوي منها، وأنا أخاف أن يجيئوني فيأخذوني إذا سمعوا الصوت، فغلبتني عيني فرأيت النبي ÷ وقد جاء فأخذ عظما فوضعه على عضدي، فأصبحت وما أجد من الوجع قليلا ولا كثيرا.

  حدثني أحمد بن عبيد الله، عن الخرّاز، عن المدائني، عن عمر بن مساور الأهوازي، قال: أخبرني جماعة من موالي محمد بن سليمان:

  أنه لما حضرته الوفاة جعلوا يلقنونه الشهادة وهو يقول:

  ألا ليت أمي لم تلدني ولم أكن ... لقيت حسينا يوم فخ ولا الحسن

  فجعل يرددها حتى مات.

  قال أبو الفرج الأصبهاني:

  حكى هذه الحكاية بعض مشايخنا على هذا وخالف في روي البيت وقال فيه:

  ألا ليت أمي لم تلدني ... ولم أشهد حسينا يوم فخ

  قال: وكان محمد إذا رأى أخاه جعفرا يئن وينشد هذا البيت:


(١) في ط وق «فحدثني علي بن العباس .... بن أحمد الثاني».

(٢) في الخطية «بن إسحاق العطار».