مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر الخبر في بيعته بعد وفاة أمير المؤمنين علي #

صفحة 77 - الجزء 1

  حدّثنا قيس بن الربيع، عن عطاء بن السائب. عن الشعبي، قال:

  خطب معاوية حين بويع له فقال:

  ما اختلفت أمة بعد نبيها إلّا ظهر أهل باطلها على أهل حقّها، ثم إنه انتبه فندم، فقال: إلّا هذه الأمة فإنها وإنها.

  حدّثني أبو عبيد، قال: حدّثني الفضل المصري، قال: حدّثنا يحيى بن معين، قال: حدّثنا أبو أسامة، عن مجالد، عن الشعبي بهذا. حدّثني علي بن العباس المقانعي، قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن الحسين الزهري، قال: حدّثنا حسن بن الحسين، عن عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق، قال: سمعت معاوية بالنخيلة يقول:

  ألا إن كل شيء أعطيته الحسن بن علي تحت قدمي هاتين لا أفي به.

  قال أبو إسحاق: وكان والله غدّارا⁣(⁣١).

  حدّثني أبو عبيد، قال: حدّثنا الفضل المصري، قال: حدّثني عثمان⁣(⁣٢) بن أبي شيبة قال: [حدّثني أبو معاوية، عن الأعمش، وحدّثني أبو عبيد، قال: حدّثنا فضل، قال] حدّثنا عبد الرحمن بن شريك. قال حدّثنا⁣(⁣٣) أبي عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن سويد قال:

  صلّى بنا معاوية بالنّخيلة الجمعة في الصحن، ثم خطبنا فقال:

  إني والله ما قاتلتكم لتصلّوا، ولا لتصوموا، ولا لتحجوا، ولا لتزكوا، إنكم لتفعلون ذلك. وإنما قاتلتكم لأتأمّر عليكم، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون.

  قال شريك في حديثه: هذا هو التهتّك⁣(⁣٤).


(١) ابن أبي الحديد ٤/ ١٦.

(٢) في المخطوطة «عمر» وهو تحريف. راجع ميزان الاعتدال ٢/ ١٨٠.

(٣) في ط وق «حدّثني عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا عبد الرحمن بن شريك قال حدثنا معاوية يعني ابن معاوية عن الأعمش».

(٤) الإرشاد ١٧١ وابن أبي الحديد ٤/ ١٦.