شرح البالغ المدرك،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

[وجوب شكر المنعم]

صفحة 49 - الجزء 1

  وقد قيل: إن الحق عند الله في واحد، من أخطأه هلك. وفي الاجتهادين إذا اختلفا كلام ليس هذا موضعه، وإنما غرضنا شرح ما قاله يحيى بن الحسين #، في هذا الكتاب مذهباً وتعليلا، ولايلزم قول من قال: إن الشكر على الشكر واجب.

  وقد قال البستي في ذلك:

  إذا كان شُكْرِي نِعْمَةَ الله نعمةً .... عَليَّ بها في مثلِهَا يجبُ الشُّكْرُ

  فكيف بلوغَ الشكرِ إلا بفضله .... وإن طالتِ الأيامُ واتَّصَل العُمْرُ

  وشُكْرُ الله على أربعة أوجه: بالقلب، واللسان، والجوارح، تشترك في ذلك باجتناب المعاصي وأداء الفرائض، والفاسق لايكون شاكراً.

  وروي عن بعض الصالحين أنه سئل عن الشكر فقال: «الاَّ تستعين بنعمةٍ من نعمهِ على معاصيه».