[وجوب شكر المنعم]
صفحة 49
- الجزء 1
  وقد قيل: إن الحق عند الله في واحد، من أخطأه هلك. وفي الاجتهادين إذا اختلفا كلام ليس هذا موضعه، وإنما غرضنا شرح ما قاله يحيى بن الحسين #، في هذا الكتاب مذهباً وتعليلا، ولايلزم قول من قال: إن الشكر على الشكر واجب.
  وقد قال البستي في ذلك:
  إذا كان شُكْرِي نِعْمَةَ الله نعمةً .... عَليَّ بها في مثلِهَا يجبُ الشُّكْرُ
  فكيف بلوغَ الشكرِ إلا بفضله .... وإن طالتِ الأيامُ واتَّصَل العُمْرُ
  وشُكْرُ الله على أربعة أوجه: بالقلب، واللسان، والجوارح، تشترك في ذلك باجتناب المعاصي وأداء الفرائض، والفاسق لايكون شاكراً.
  وروي عن بعض الصالحين أنه سئل عن الشكر فقال: «الاَّ تستعين بنعمةٍ من نعمهِ على معاصيه».