شرح البالغ المدرك،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

[وجوب شكر المنعم]

صفحة 60 - الجزء 1

  قول: لاإله إلا الله.

  (ولم يثابوا): الثواب هو الجزاء على الفعل الحسن، وهو الإيمان، وهو اسم لجميع الواجبات والطاعات، يعبر به عن ذلك وإن اختلف المطيعون لله بأحوالهم، وهو يزيد وينقص، من حيث كانت الواجبات تزيد وتنقص.

  فإن قيل: أفيجوز أن يبلغَ ثوابُ بعضِ المطيعين أن يكون مكفراً لعقاب بعض الكبائر؟

  قيل له: قد ورد الشرع بما يدل على أن ذلك لايصح، من حيث علق به تعالى الحدَ، على وجه الجزاء والنكال، فلم يخص مكلفاً من مكلف، وكان يجوز من جهة العقل خلاف ذلك، ولو عُمِّرَ العمر الطويل لقد كان يجوز في ثوابه أن يزيد على قدر عقاب هذه الكبيرة، لكنه قد ثبت بما ذكرنا أنه تعالى لايبقي أحد من هذا القَدْر من المدة، وهذا كما نقول: إن المؤمن لو عمر عمراً طويلا لبلغ قدر ثوابه قدر ثواب الأنبياء À لكن الدلالة قد دلت على خلاف ذلك من حاله.