[وجوب شكر المنعم]
  (وهذه أمور أوجبتها الفِطْرة، واسْتُحِقَّت بالإيمان).
  الأولى أن يكون قال [الإمام الهادي] #: أوجبتها الفِكْرة. لأن المتفكر في هذه الأمور لما نظر وتفكر علم أن هذا واجب على الله تعالى، وهو مذهبه #.
  ومعنى الفطرة هو ابتداع الأشياء الأولية، التي برأها الله أصولا للبرية، وقد يجيء على هذا المعنى الفِطَر من الأصول لبعض الفروع، على مقتضى اللغة العربية. وقد قال ÷: «كل مولود يولد على الفطرة». وهو الأصل هاهنا الذي ركبه الله تعالى عليه من الطهارة.
  (واستحقت بالإيمان) هذه التاء راجعة على دار الآخرة، التي استحق فيها المؤمن الجنة بعمله الصَّالح، والإيمان هو ما ذكرنا أولا في هذا الفصل، فلا وجه لإعادة ذكره هاهنا.
  (وقليلٌ من تقررت المعرفة في قلبه إلا باستقرار أولها، وشهادة بعضها على بعض، وتضمين كل شيء منها ما قبله وبعده، واستطراد ذلك كله في العقول).
  صدق #، إن مَنْ تقررت المعرفة في قلبه قليلٌ، لأن المعرفة عند أهل النَّظر: سكون النفس إلى ما تعتقده وتعرفه لاعلى سبيل التَّقليد ولا