[معرفة أنه لا بد من رسول]
  (فلما كان ذلك كذلك).
  يريد # لما أن كانت المعرفة بالله لاتحصل إلا من قِبَل النَّظر والاستدلال بالعالَم المُشَاهَد، ثم يقع التميز بالعقل، فهذا معنى قوله: فلما أن كان ذلك كذلك.
[معرفة أنه لا بد من رسول]
  (كان في ضرورة العقل ألاَّ سبيل له إلى علم كيفية الطاعة دون الخبر من عند المنعم بكيفية الطاعة، إذ لايمكن الخبر من عند الله ملاقاةً لله).
  (كان في ضرورة العقل): أي أن العقلَ الذي في العقلاء من خلق الله تعالى ابتداء، وبه كمال النعماء كالشمس والنار والقمر والنجوم وسائر الأنوار - حجةٌ من العزيز الجبار، ونعمة يتوصل بها إليه، ورحمة يستدل بها عليه، يَسْتَصْبِحُ بنوره من ظلام الجهل مَن استصبح، ويَسْتَفْتِحُ به باب كل خَيْرٍ مَنِ استفتح.
  واعلم أن العقل في اللغة مأخوذ من عِقَال البعير، وقد عَقَل الله الإنسان المكلف به من جميع القبائح التي كرهها له تعالى.
  (أَلاَّ سبيل له إلى علم كيفية الطاعة). أي لاطريق إلى كيفية الطاعة المشروعة التي لامدخل للعقل فيها، خلافاً للباطنية ومن نحا نحوهم من الملحدة، والبراهمة، والفلاسفة، والعقل يحكم بصحتها على مانبينه فيما