شرح البالغ المدرك،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

[معرفة أنه لا بد من رسول]

صفحة 70 - الجزء 1

  (فلما لم يجز). أي: لم يجب، لأن الجائز غير الواجب، وقد يعبر به عنه على تعارف اللغة في مجاز الكلام.

  (إلا بعثة الرسل). على مابينا أولاً من أنه يجب على الله أن يبين لعباده مراده من الطاعة، وينصب عليها دليلا على لسان واحد من جماعة. وهو قوله #: (وكانت الرسل من البشر، وفي مثل تركيب المبعوث إليهم)، لتكمل له بذلك الحجة، ويُبَيِّن لهم المحجة.

  (وعباداً لله مثلهم). في الخلق والصورة، لئلا يقع التلبيس والشك، وتنتفي الشبهة عنهم بمن هو مثلهم ومنهم.

  (ولم يجز تصديقهم على الله إلا بدلالة بينة، وحجة قاطعة يعلم الخلق بعجزهم عنها أن الله تولى ذلك على أيديهم)، عجزوا عن الاتيان بمثل ما أتت به الرسل من عند الله، ووقفوا وقوف الحسير في المدرجة، ولم يقم لهم والحمدلله على الرسل حجة.